د. أيمن علوش : المؤامرة على سورية كانت عظيمة … ويجب عدم اضاعة التضحيات بسلوكيات مستفزة

لا شكّ بأنّ المؤامرة التي استهدفت سورية كبيرة جداً، والدول التي تآمرت علينا كثيرة، والأموال والطاقات التي صُرفت وحُشدت لإسقاط الدولة السورية وتدمير سورية مرتفعة جدّاً، وهذا ما تقوله اعترافاتهم وتصريحاتهم ووثائقهم وممارساتهم.
لا يغيب عن كثيرين بأنه جرى استهداف سورية ليس بسبب الأخطاء التي ارتكبها النظام، وهي كثيرة، وإنما بسبب الأخطاء التي رفض أن يرتكبها، تقديراً من سورية وشعبها بأن ثمن المقاومة، مهما ارتفع، أقل بكثير من ثمن الاستسلام.
المشكلة اليوم أنّنا نُضيّع تضحيات سنوات في الدفاع عن سورية بسلوكيات فيها الكثير من الاستفزاز لمن دافع وخسر وهُجّر وفقر حاله.
من حق المواطن أن يملك الأمل بوجود حزب يمثّله عضو مجلس شعب منتخب بشكل حرّ، ومسؤول نظيف يثق به، وقاضي عادل ينظر في شكاواه، وإعلام بطرح قضاياه.
أوقفوا استفزاز المواطنين بتصريحات بعض مسؤوليها ومظاهر البزخ التي يمارسها أغنياء المنصب وأمراء الحرب…. أوقفوا نظام شراء المناصب والتعيينات …أوقفوا لوبي الفساد واقتصّوا منهم باسم الجرح السوري …أوقفوا استنزاف سورية والمواطن السوري بقرارات وتشريعات أضعفت سورية أكثر ممّا أضعفتها أشرس مؤامرة مرّت عليها عبر التاريخ.
لدى سورية الكثير من الطاقات المهمّة، سواء داخل سوريّة أو خارجها، مؤيّدين ومعارضين، ومن السهل جدّاً أن نوقف عجلة التدهور المتسارعة بإجراءات صادقة بتشخيص الأمراض الحقيقيّة التي نعاني منها ووضع خطط جريئة لمعالجتها، بما في ذلك الكيّ والاستئصال.
بدأت تايوان نهضتها بتشجيع كافّة كفاءاتها في الخارج على العودة إلى تايوان والعمل لنهضة البلاد، واستطاعت بذلك أن تُصبح من أغنى الدول في العالم وأكثرها تطوراً، فلماذا نسير نحن بالاتحاه المعاكس؟


















