+
أأ
-

السماعين تكتب : بين صفقة القرن ومعاهدة السلام

{title}
بلكي الإخباري









كنت متوجسة كل اليوم، كما غيري، يوم الثلاثاء الماضي بإنتظار الإعلان عن صفقة القرن، (في كل مرة أكتب الكلمتين وكأنني أعلن عن فيلم عظيم سيحظى بجائزة قيمة "صفقة القرن"). وظهر الرئيس الامريكي ترامب وبجانبه رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو، وظهروا على المسرح لإبداء المسرحية الهزيلة. فالممثلون شخصان فقط والكلام يدور حولهم ويخدمهم، أما الكبرياء فهي السمة التي تعكس وقفتهم والهالة التي أحاطوا نفسها بها.
فقارنت بين هذه اللحظة وهذا التاريخ الذي تسمرنا جميعنا لاجله على التلفاز والهواتف الذكية، وقارنتها بيوم توقيع معاهدة السلام الشهيرة عام ١٩٩٤. الاخيرة كان فيها الوجود العربي واضحاً وقوياً. وخَلصت إلى الاعتراف بحقوق للدول التي وقعت على هذه المعاهدة. كان هناك قناعة معينة بأن معاهدة السلام خدمت ولو بتواضع، الأطراف التي وقعّت عليها من عدة نواحي سياحية، وإقتصادية، وتعليمية، وأمنية بالرغم من إن قناعتي كما، الكثيرين غيري، بأنها خدمت الجانب الاسرائيلي أكثر. ولكن على الاقل كان فيها وجودٌ كاملٌٌ للطرف العربي وإحترام لنا ولرأينا كعرب قيادة وشعباً. بينما صفقة القرن، هي مسرحية هزيلة بالية ومملة قام بها شخصان فقط، عكست قلة إحترام وتغييب للجانب الفلسطيني، صاحب الحق، والمبالغة بالكبرياء، والكثير من الاستقواء وعدم إحترام، وللاسف غاب أي صوت ولو ضعيف أو بسيط للجامعة العربية، أو حتى رأي عربي واقعي أو محايد أو متوازن .
من المعلوم، وقد قالها الرئيس الامريكي وقت إعلان الصفقة، بأن بعض الدول العربية قد أعطته الضوء الأخضر والتشجيع الكامل والموافقة.
أتساءل: كيف يقبلون أن يُملى عليهم صفقة تاريخية دون جدال أو حوار؟ كيف يقبلون أن يعاملوا بفوقية دون أن يكون رأي لهم؟ كيف يتركون الاردن واقفاً وحده، وأين ذهبت العروبة والنخوة !
الان المطلب المُلح وجود دعم وتضامن عربي داعم للحق الفلسطيني المستند على أساس الشرعية الدولية وقيام دولة فلسطينية مستقلة، ودراسة تداعيات صفقة القرن كي نشعر بأن هناك لا يزال أمل بعروبتنا ووحدتنا.





بقلم : رلى السماعين ، كاتبة وصحفية .