مقال مترجم من العبري : على إسرائيل أن تستغل فكرة التطبيع مع السعودية

بقلم اللواء يوسي كوبرفاسر - الرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان":
مع انتهاء إقرار التشريع حول سبب المعقولية من الضروري أن توجه الحكومة الإسرائيلية اهتمامها للتعامل مع التحديات الخارجية أيضًا، وهي:
التحدي الأول على القمة هو بالطبع إيران ويأتي هذا في سياق التقدم المثير للقلق في برنامجها النووي، حيث تستمر في تكديس كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب دون انقطاع إلى مستويات عالية باستخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة وتطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وفي سياق تعزيز موقعها في المنطقة بدعم من الصين واستغلال ما يراه الكثيرون في الشرق الأوسط ضعفًا أمريكيًا وهو ما يستتبعه أيضا جرأة من حزب الله.
التحدي الثاني هو تطورات الساحة الفلسطينية الذي تتواصل فيه محاولات تنفيذ عمليات مسلحة في الضفة الغربية وإعلان حماس مسؤوليتها بشكل علني وعزمها على تصعيد هذا النشاط.
التحدي الثالث هو التوتر في العلاقات مع الإدارة الأمريكية، التي لا تضيع فرصة للتعبير عن تحفظاتها على سياسة إسرائيل.
وبالنسبة للعلاقات مع السعودية تدرك المملكة العربية السعودية الفوائد التي قد تعود عليها وعلى الدول العربية الأخرى من التعاون في شتى المجالات وهي تفوق في نظرها منافع التطبيع لأن التطبيع يعني الاعتراف وليس أكثر من ذلك، كما أنه يتطلب التقدم ضمن خطوات يصعب تحقيقها في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومطالب سعودية لصالح أمنها صعب أن توافق عليها أمريكا من ضمن تلك المطالب المشروع النووي السلمي السعودي، في حين أن هذا التعاون يعني التعاون العملي الذي سيفيد جميع الأطراف ويمكن تعزيزه دون شروط.
في السنوات الأخيرة تراكمت مؤشرات على استعداد السعوديين لدعم تصريحاتهم بالأفعال حيث أنهم سمحوا برحلات جوية إسرائيلية في سماء المملكة، وأعطوا الضوء الأخضر لاتفاقات التطبيع، ودعوا قادة يهود أمريكا للقيام بزيارات ودية، ويبدو أنهم يعتزمون السماح لممثل إسرائيل بالمشاركة في مؤتمر لجنة التراث العالمي لليونسكو والذي من المتوقع أن يعقد في الرياض في 10 سبتمبر.
تعزيز الاندماج والتعاون سيكون له تأثير إيجابي على موقف إسرائيل في جميع المجالات وسيبني خطوة أخرى في عملية اندماجها في المنطقة، وأبعد من ذلك لن يُلزم المملكة العربية السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة بدفع الثمن الإشكالي للتطبيع.
ومن الجيد أن نتذكر أن مبادرة السلام العربية التي كانت في الأصل مبادرة سعودية قبل أن يشددها المتطرفون في جامعة الدول العربية تحدثت عن إقامة علاقات طبيعية فقط بعد أن تقبل إسرائيل جميع المطالب الفلسطينية (الانسحاب إلى حدود 67 وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والتوصل إلى تسوية لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194، ونرى أن الاندماج والتعاون يجعل من الممكن تجاوز هذه العقبة.
باختصار يجب استغلال فكرة الاندماج السعودي وعدمت فويتها.



















