+
أأ
-

شرف ابو رمان يكتب : التوجيهي سيختفي بعد سنتين..نعم …. ولكن !

{title}
بلكي الإخباري













تداخلت مشاعري وانا استمع إلى تصريحات وزير التربية والتعليم حول إلغاء التوجيهي بشكله الحالي خلال سنتين؛ والتحول نحو ما هو أقرب للاسلوب الدولي فيه..





التوجه سليم؛ ومن لا يتطور ينقرض، و نظام التوجيهي قد أصبح بالياً، ولا يقدم لنا مخرجاً تربويا ينسجم مع العصر، ولا يقدم حلولاً متقدمة توائم سوق العمل العصري في التعلم التقني؛ بل يعزز الأسلوب التقليدي في زيادة معدل البطالة…





هذا الكلام سليم ولا انكره؛ ولكن.. يتداخل شعور الحنين إلى نظام عاش معنا منذ بدأ تاريخ التعليم في الاردن، من أيام إعلان نتائج الثانوية العامة على الإذاعة الأردنية؛ وصولا إلى ال sms؛ مرورا بعقود خرّجت أجيالا حملت معها الكثير من جهة؛ ومن جهة أخرى أصبح من اكثر أدوات العدالة الاجتماعية المقبولة والموثوقة شعبياً؛ حتى وان اعترض شخص هنا وهناك.





ولعل الحالة الاجتماعية العارمة يوم إعلان النتائج؛ رغم كل ما تشكله من فوضى الا أنها فرحة وطنية ننتظرها من العام إلى العام؛ فرحة لا تغضبنا، ونتعاطف مع الناجحين؛ حتى وان لم يكن في مزلنا توجيهي؛ بل نتابع أكثر من أهالي الطلبة نفسهم… فكلنا يحمل هذه الذكريات، يوم نجاحه او نجاح ابنه او بنته.. فرحة لحظة وصول النتيجة؛ وطعم أسلوب ( الجلطة) وحرب الأعصاب فيها. ولا انكر انني حتى اليوم عند كل إعلان نتائج ثانوية عامة أخفي دموعي وانا أذكر دمعة امي لحظة نجاحي؛ أو دمعتي وزوجتي لحظة نجاح إحدى بناتنا..





أثق بتوجهات الوزراة في تطوير التوجيهي؛ واقف معها، ولكن اتمنى عليها الحفاظ على مساحة الفرح في أسلوب إعلان النتائج؛ والحفاظ على هذا الإرث الوطني الجميل؛ فنعلم جميعا أن ابنائنا قد لا يروا العدالة الاجتماعية او الفرحة بعد هذا اليوم في حياتهم..