المحادين يكتب :عندما لا اقرأ المؤتمر الصحفي الحكومي من عنوانه !!

البروفيسور : حسين المحادين , عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة مؤتة ، وعضو مجلس محافظة الكرك . وخبير قيم العمل
(1)
علميا ؛ التشخيص
الدقيق لأي وباء فايروسي، اقتصادي سياسي أو صحي عابر للجغرافيا بحجم الكورنا يستلزم ابتداءً ، أن ينجح المتحدثون وعبر مؤتمرهم الصحفي أمس الذي كان مرتقبا قبل ان ينتهي ، لعله يُدلنا على أو يُخبرنا عن ما هو آت مثلا:-
أ- منظومة من المعارف الاستثنائية مُحصِنة لنا وجديدة علينا ، و مختلفة عن ما هو متداول من اشاعات ومعلومات واشاعات لحظية تحتل وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وبصورة اسرع من بطء الخطاب الحكومي عموما كما ظهر.
ب- كنت أتوقع كمتابع للشأن والتهديد الفايروسي العام مثل غيري أن يستند ويتضمن هذا المؤتمر الى المعلومات العلمية غير الانشائية مبينا فيه وعبره الاجراءات والقرارات الفعلية الدقيقة التي اتخذها مجلس الوزراء كعقل قيادي متقدم، وتحديدا المختصون من وزرائه ويتبعهم بذلك مؤسسات الدولة الاصغر اي تقسيم المهام والوظائف في حالة الطوارىء الراهنة كونها مرتبطة بأسباب الحياة لنا جميعا كما يُفترض،
وان تكون الاجراءات الحكومية المراد اعلانها في المؤتمر على اساس تنوع اختصاصات وزراتنا/مؤسساتنا المختلفة وتكامل أداء الدولة ..وهكذا.
ج – هل نحج المؤتمر في خلق انزياح معرفي/او معلوماتي عن جوهر الأزمة وهو” الخوف الجمعي” النفسي/ الاجتماعي الذي يعيش اهلنا في الاردن والذي يعمل للآن كعدوى تشبه التفاعل المتسلسل فيزيائيا ومفاده كل معلومة خاطئة تصنع اشاعة أخرى في غياب الثقة في الخطاب الاعلامي للحكومة للأسف، وهذا ما يشبه تماما كتركيبة وانتشار فايروس الكورنا.؟
فهل نجح الوزران المتحدثان اداءً في بيان لماذا، استمرار الغموض المعرفي عن فايروس الكورنا المُعدي رغم انه فايروس سبقه العديد من الفايروسات وتم التغلب عليا بعد فترات وجيزة من ظهورها، ؟
وماذا لو لمّح الوزيران إلى بعض من الإجابة على الأسئلة التالية:-
من المتسبب في ظهوره واطلاقه اصلا ولماذا تم ذلك ، وما علاقته بالصراع الاقتصادي المعولم بين أمريكا والصين وإيران وإيطاليا وهذا كلام لم تركز عليه منظمة الصحة العالمية اصلا، ولماذا لم تُعلن إسرائيل المحتلة عن أية حالات كورونا رغم أنها مجاورة لنا عربا ومسلمين..؟.
(2)
لقد خرجنا كمواطنين من المؤتمر الصحفي بعدد من الاستنتاجات التي لم تسعف المتحدثان في اقناعها كمواطنين وبالتالي رسالة الحكومة الاعلامية :-
-قدرية التفسير للمشكلة التي وردت في خطاب رسمي كقول احدهم” طلبة المدارس حاميهم ربنا” لابل والادهى وزير يحلف إيمان ليُدعم طرحه أو محاولة اقناعها برأيه ، دون ان ننسى بأن الخسارة الحكومية المضافة تجلت في أن معظم الاجابات جاءت تحت عناوين فضفاضة مثل؛ مازلنا ندرس..ممكن..
..دور العادات والتقاليد في مجتمعنا العشائري..تعطيل المدارس والجامعات لسى بندرس امرهن…نفكر بمنع الارجيلة…الخ.
(3)
علميا واعلاميا ؛هل نحج هذا المؤتمر الصحفي العاجل لوزيري الدولة للاعلام و الصحة ومن قبلهم تصريحات وزير التجارة بخصوص توفر المواد التموينية بالمملكة -مع الاحترام لاشخاصهم بالتاكيد- ؟
وهل نجحت الحكومة بالمجمل في غرس ثقة المواطن في الخطاب الاعلامي الحكومي مقابل ارتفاع منسوب وعناوين الاشاعات وسرعة تدحرجها على اسماع وإصرار المواطنيين على عدم الاقتناع بها واقعيا ؟
وهذا الواقع اللافت في تعاطي المواطن الاردني مع خطابات الحكومة هو عامل مهدد لحركة وانتاج مؤسسات المجتمع ،ومستفز لمشاعر العموم،.
فهل نجح هذا المؤتمر الصحفي في إحداث فرق لِما قبله وبعده على صُعد طمأنة الاردنيين بالمعنى الدستوري في البادية، الريف ،المدينة وفي المخيم كثقافات فرعية في مجتمعنا الاردني يحتاج كل منها إلى خطاب إعلامي تنويري يراعي خصوصية كل منها، من حيث صحة ودقة إجراءات الوقاية الحكومية المدعمة بالعلم، وبالمراحل الدقيقة والواجب أعلام المواطنين عنها عبر المؤتمر الصحفي كهذا كي تصل حزمة المفاهيم والإجراءات المطمئنة للجميع، فهل نجح هذا المؤتمر في تقليص ام زيادة فجوة الثقة والاطمئنان بين خطاب الحكومة الاعلامي والمواطنين في ظل تسيّد الإشاعة المتفاقمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر فعالية في تشكيل قناعة واتجاهات المواطنيين نحو حكوماتهم منذ أمد غير قصير.؟.



















