+
أأ
-

عروبة الحباشنة : "الزوجة النكدية تهمة ساذجة "

{title}
بلكي الإخباري





الاستاذة عروبة الحباشنة /كاتبة أردنية





الزوجة النكدية يقابلها زوج أناني ، استطاع التقوقع على مهاراتها الحياتية ، وقوتها في التحمل ، واستنزاف طاقتها حتى يحيل ابتسامتها إلى حزن أمام عبئ المنزل الذي ترك لها الديسك وشد العضل في الرقبة والأكتاف أمام الشطف والتعزيل والطبخ اليومي والجلي الذي لا ينتهي وطلبات الأولاد وتدريسهم وتربيتهم .





الزوجة النكدية نتاج مجتمع ذكوري ، تجذر على استغلالها ، فتقف امام الضحك عاجزة عن الإبتسامة او المجاملة ، منذ الأزل وحتى يومنا هذا ، هي الصابرة على ألم الولادة وضنك النفاس والناهضة صبحا برفقة الشمس وبأمل لا ينكسر ، تفرحها ابسط التفاصيل والتي لم يأبه لإدراكها الزوج ، المرأة لا يمكن ان تمزج حزنها وفرحها سويا فهي الشفافة المتعالية عن كل مايزعجها او يربك الدينمو داخلها .





الزوجة النكدية ، تعطي بلا كلل او ملل لكنها لا تجد من يخبرها ولو بكلمة عابرة " شكرا " أو رسالة امتنان على عطاءها التاريخي منقطع النظير ، القصة ليست اتهامات للمرأة ولا للرجل ، لكنه واقعنا العربي الذي يفرض هذه الصورة النمطية لكلاهما ، الرجل الأناني الإتكالي هو من صنع تلك الزوجة النكدية وبلا تعميم مؤكدا ، هنالك رجال يجيدون ثقافة "التعاون " ويعلمون سياسة المؤسسة الزوجية والتشاركية " الواجبة " لتصدير أم ناجحة للمجتمع قبل ان تكون زوجة " فرفوشة " لا تثيرها أتفه الأسباب !





أرفع القبعة لكل إمرأة حصدت أرضها ذات نهار في حقبة الفقر وأرفع القبعة لكل امرأة مكافحة نتاج لتلك الحصادة والخبازة والمزارعة ، وأرفع رأسي أنني إمرأة لا أرتضي تهمة ساذجة أمام صبري وفرحي وانتصاري بزوجي الذي اختارني شريكة حياة وسعادة لا شريكة نكد وهم وحزن ، لإن حتما كل زوجة تفرح لفرح شريكها وتقدم أسرتها ونجاحات أولادها ثمرة العمر وبسمة الدهر وعطر المسكن الآمن .