+
أأ
-

د.ريما زريقات..تكتب: "معلمي" لك مني كل احترام

{title}
بلكي الإخباري


وقفت حائرة ماذا أكتب بحق معلمينا وكيف أوفيهم حقهم ؟ ، هل يكفيهم يوما لتقديرهم ؟! فلا والله ، كل العمر لا يكفي معلمينا ،مربي الأجيال المخلصين والمتفانيين والذين يخافون على طلبتهم : سلوكهم ، مشاعرهم ، تحصيلهم ، شخصيتهم .
كنت معلمة وأعلم كيف يبذل المعلم جهده لينجز عمله ويتقنه ، أعلم كم يتعرض له المعلم من متابعات وتقييمات ويستقبل ذلك بكل صدر رحب لأجل طلبته ، متناسيا هموم بيته وأسرته مناديا طالبه " يا ابني ، أو يا بنتي أو يابا أو يما ، كم أنت عظيم يا معلمي ، وبالرغم من تعبه و من وقفته طوال يومه في غرفته الصفية ومناوبته وطابوره الذي يعشق ، يعود لبيته فيستعد ليومه التالي يخطط لدرسه ، يحضر أوراق عمله ،و يحضر بطاقاته الملونة ،ويحضر أدواته ، مرجعه كتابه ودليله وخبرته وعلمه ، كل ذلك لطلبته ،و قد يغفل حاجات أبنائه ولا يغفل حاجات طلبته ، وليس هذا فقط ، فمعلمنا خير مرشد وموجه وناصح وبيت للمعرفة والخبرة ومدرب ومحفز وداعم ، يلجأ له الطلبة لبث همومهم ومشاكلهم ويجدون طريقا لديه لحلها .
أما أنا فأستذكر معلماتي اللواتي نهلت على أيديهن كل علم ومعرفة وتعزيز ودافعية ورفع معنويات ، استذكر كيف كنا من المتفوقات ، وكنا أوائل مطالعين ، وشاركنا في جميع المسابقات الثقافية والرياضية داخل المدرسة والمديرية وعلى مستوى الوزارة ، كل ذلك بدعمهن وتحفيزهن ، بوركت جهودكن معلماتي .
ويجدر بي القول أن أكثر ما يتباهى به المعلم في كل محفل حين يرى طلبته أن يقدمهم للآخرين فيقول " من طلبتي " ، وأيضا ،" كان من الطلبة المتفوقين " ، ويستذكر ما كان يفعله ويذكره بمواقف عديدة تحرك مشاعره ويسرد ذكرياته بحلوها ومرها فيجعله يحن لأجمل الأوقات ويشعره بقيمته ، لله درك يا معلمي ما أروعك .
أستذكر معلمتي الرياضيات التي كانت تتباهى بي وتطلبني لصفوف أعلى فتقول لي أمام طالبات هذه الصفوف ، هيا يا ريما : أريهم كيف نقوم بعملية القسمة ، قولي لهن كيف يحفظن جدول الضرب ، أريهن كيف هو الحساب الذهني ، يا لروعتك يا معلمتي ، كم أنت عظيمة ، أليس هذا تعزيز ؟ أليس هذا صقل للشخصية ؟ لم ينتظرن الشهادات والمؤهلات لتعلمهن ذلك ، فهن الأمهات الحنونات ، فتحية لكن معلماتي .
وأخيرا ، أقول لكم معلمينا : كل عام وانتم بألف خير ، كل عام وأنتم رمز للعطاء والتضحية والمحبة ، كل عام وأنتم قدوتنا وبيت الخبرة والعطاء .