+
أأ
-

احمد الحوراني : هكذا أراد الملك.. المستشفى الميداني الأردني فـي غـزة

{title}
بلكي الإخباري

التحرك السياسي الأردني المكثف والمتصل، والنشاط الدبلوماسي الكبير الذي قاده وما انفك يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني فيما يخص تطورات الأوضاع في قطاع غزة على وجه التحديد، ينطلق حقيقة من واقع معاش ووضع قائم في قطاع غزة لم يستطع جلالته بسببه أو إزائه الصمت، وتلك الحقيقة تقول، إن غزة قد أصابتها البأساء والضراء، وحوصرت كما حوصرت من ذي قبل، ولاقى أهلها الضنك، وأصبحوا بلا خبز وبلا وقود وبلا وكهرباء، أضف إلى ذلك الشح الشديد والنقص في الماء والغذاء والدواء، والأردن بقيادة جلالة الملك يؤمن بدورة التاريخي ومسؤوليا?ه العربية والقومية، وبسبب التوأمة الحقة بين البلدين والشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني فإنه يقوم بواجبه على المستويات السياسي والإنسانية منها والتي تعني للفلسطينيين الكثير مما يجب علينا التوقف عنده.تتوسّعُ رؤية جلالة الملك ويمتد الموقف الأردني ويوجه جلالته إلى توظيف كافة الإمكانيات والمقدرات الأردنية لخدمة المنكوبين من أبناء الشعب الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة الذي طاله من ظلم ونير الاحتلال والحصار الشيء الكثير، وتتخذ مواقف جلالته الإنسانية صورًا وأشكالًا عديدة، كان إحداها ومنذ نحو ستة عشر عام، إصدار جلالته لأوامره السامية بتجهيز مستشفى ميداني بكامل طواقمه الطبية للعبور نحو أرض المعركة وتقديم خدماته لأبناء القطاع هناك، ونستحضر في هذه الآونة توجيهات جلالته لرئيس هيئة الأركان المشتركة في أيار الماضي من?هذا العام بتجهيز مستشفى ميداني عسكري جديد في قطاع غزة وبأعلى المواصفات الطبية، وكل ذلك يأتي لغاية إنسانية عظيمة تتجسد في إدراك الملك لأهمية تقديم الخدمة الطبية والعلاجية وإجراء العمليات الجراحية وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لما يواجهه أهلنا في قطاع غزة منذ شهور خلت ولكنها تضاعفت إبّان التصعيد الأخير منذ عشرة أيام وزيادة.ينهض المستشفى الميداني بواجباته الإنسانية على أكمل وجه، وتتسبب الأحداث المتصاعدة في قطاع غزة بخروجه عن الخدمة وتعرضه لأضرار جراء القصف الإسرائيلي المكثف الذي أصابه كما أصاب المناطق المحيطة به، ثم ما يلبث جلالة الملك إلا ويوعز ببقائه رغم ضراوة الظروف وتعقيدات الحياة اليومية في القطاع، وهنا فحوى رسالة الملك والأردن وبما مضمونها إن المستشفى الميداني في غزة سيبقى قائما وشاهدا على الالتزام الأردني تجاه أشقائنا الفلسطينيين في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة، فالصمت ما كان ولن يكون خيارًا أردنيًا مقبولًا على ما يتع?ض له الفلسطينيون في غزة من حرب وتدمير ممنهج الغرض منه تجريد أهل غزة من حقوقهم الإنسانية وأبسطها أن يجدوا العلاج المناسب والدواء الذي يعينهم والمصابين منهم ويسرّع في علاجهم مما هم فيه من جروح وإصابات بالغة لا يمكن معها السكوت، وهو ما يرفضه جلالة الملك والأردن.لقد دون الأردن «ملكًا وحكومةً وشعبًا» حضورًا لافتًا أمام أنظار العالم قاطبة، حيث وظّف كافة إمكاناته لدعم ومساندة صمود الشعب الفلسطيني في غزة في ظل ما يتعرض له من قتل وتشريد وتجويع، وترجم الأردن ذلك بأكثر من وسيلة وطريقة وعبر أكثر من اتجاه لعلّ أبرزها إلى جانب جهود جلالته السياسية، توجيهاته السامية بإبقاء المستشفى الميداني ومواصلة كوادره الطبية والفنية تقديم خدماته ومعالجة وإسعاف الجرحى الفلسطينيون ومد يد العون غليهم وإعادة نبض الحياة إلى شرايينهم.إنسانية جلالة الملك في مواقفه تجاه أهلنا في غزة تؤكد في مدلولاتها التزامه وشجاعته، ووقوفه إلى جانب الحق، حتى استعادة الأراضي المحتلة والمقدسات، وأنه مستمر بالدفاع عن الأرض العربية في فلسطين، فهو الذي لم يتخل يومًا عن مبادئه ولم يرض لنفسه موقف المتفرج على ما يلاقيه أهلنا في غزة، وانه الآن كما كان سابقا، في طليعة المتقدمين المدافعين عن فلسطين وعن شعب فلسطين، وإن الأردن يقوم بذلك بلا مِنّةٍ ولا لأجل الاستعراض، وهو بدفاعه عن فلسطين إنما يدافع عن الأمة العربية سواء بسواء، انصياعا لمشيئة الله التي اقتضت أن يكون ?لأردن خط الدفاع الأول عن فلسطين أرضا وشعبا وان يقف سدًا واقيًا للأمة العربية كيانًا ومصيرًا ووجودًا.إن الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني من تطورات القضية الفلسطينية هو موقف ثابت وداعم للحق الفلسطيني على التراب الوطني، وقد عبّر عنه جلالته في كافة لقاءاته مع قادة دول العالم وفي كلماته وخطاباته العالمية التي شرح فيها الموقف الأردني وتكلم في الكثير منها بلسان الأمتين العربية والإسلامية ففي جميع القمم العربية واللقاءات والمحافل الدولية، كانت القضية الفلسطينية هاجسه الأول، فانطلق من مرتكزات رئيسية شكلت أهم ثوابت الخطاب السياسي لجلالته، وأثبت أنه العين التي لا تغمض عن القضية المركزية الأولى للأر?ن