+
أأ
-

احمد الحوراني : صوت الملك.. صوت الـحق

{title}
بلكي الإخباري

بينما تمر الأمة العربية والإسلامية بأحلك ظروفها وأشدها قسوة، وفي الوقت الذي يسال فيه دم العروبة في غزة و على مرأى من العالم أجمع، وفي الوقت الذي يسود فيه الصمت إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الاعزل، يرتفع صوت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين (صوت الحق) فينوب عن الأمة في كلمة شخّص فيها حجم المعاناة التي يواجهها هذا الشعب الصامد الساعي إلى نيل حقوقه المشروعة وأولها أن ينعم بالعيش بأمن وسلام في دولته المستقلة، كما ويرفض جلالته كافة أشكال التصعيد الذي سيقود الى المزيد من القتل للأبرياء ويجر المنطقة كله? إلى حرب مدمرة سوف لن تبقي ولن تذر شيئا الا وستأتي عليه.من قاهرة المُعز وعلى مسمع العالم كله، كان جلالة الملك يمثل صوت ضمائر أحرار العرب في كل مكان، ويلفت انتباه المتابعين من لكلمته المثقلة بالمعاني والدلالات في مؤتمر القاهرة يوم أول من أمس، ويعيد التأكيد على رفضه وشجبه واستنكاره لكل ما يحدث من أفعال لا تمت للإنسانية والقيم والأخلاق بصلة حين يصل الأمر إلى حرمان الناس من أبسط مقومات الحياة من ماء ودواء وكهرباء وغذاء، وعلى ذلك يأتي استنكار جلالته بصراحته المعهودة ومكاشفته المطلقة، للصمت المطبق أمام مثل هذه الأفعال المشينة والمجازر الوحشية والقصف الذي لا يرحم طفلً? ولا شيخًا ولا امرأة.هذا هو الملك المنتصر للحق والناصر للحق، المخاطب للضمير الإنساني العالمي الذي يجد في كلام سيدنا ما يعبر عن المسكوت عنه لدى الكثيرين من قبلوا أن يكونوا متفرجين على ما يحدث في حين راح سيدنا يطوف العالم شرقًا وغربًا ويوظّف علاقاته الدولية وحضوره العالمي في سبيل حشد الدعم والتأييد وإرغام إسرائيل على التوقف الفوري العاجل وغير المشروط للتصعيد المؤلم الذي أودى بحياة الآلاف من الشهداء ومثلهم من المصابين والجرحى.خطاب تداوله الناس بكثافة، لأنهم رأوا في كل كلمة قالها الملك، أن فيها لسان حالهم حيال جرائم الحرب التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية، والأردنيون فخورون بقائدهم الذي يعبر عما يجول في خاطرهم، ويترجم أحاسيسهم الإنسانية النبيلة تجاه الأشقاء في غزة وباقي مدن فلسطين، والملك يفعل ذلك والشعب يبارك خطاه، وأي دولة فيها مثل هذا التوافق والإنسجام الذي يوحّد المواقف والرؤى والاتجاهات بين ملك وشعب يلتقيان معًا في وحدة حال عزّ نظيرها، فيجد كل أردني إن ملكه يقوم مقامه ويتحدث باسمه ويوصل رسالته للعالم أجمع بلا تردد أو تراجع?كلمة ملكية أردنية في خطاب قمة عربية عكست عمق الإدراك لدى جلالته إزاء المستقبل المظلم للمنطقة إذا ما استمرت الحرب التي تدور رحاها منذ أسابيع في غزة.كلمة ملكية أردنية متميزة في الشكل والمضمون وبالغة الأهمية في التوقيت، وعظيمة الدقة في التوصيف الذي وضع الملك فيه النقاط فوق الحروف في مكانها الصحيح، ولعمري إن جلالة الملك يجسد صوتًا عربيًا هاشميًا معتدلًا، وموقفًا عاقلًا متزنًا، اقرب ما يكون إلى الواقعية والإحساس بالمسؤولية والالتزام لخدمة الأهداف والمصالح الوطنية للشعب والأمة بعيدًا عن أجواء المزايدات والصراعات الضيقة، وفي ذلك أداء للرسالة الهاشمية الشجاعة التي وضعت الأردن وإمكاناته في خدمة العمل العربي لحماية الوجود القومي والحضاري للوطن العربي وكذلك الد?اع عن حياض الأمة الإسلامي وتراثها الروحي، خاصة في هذا الوقت بالذات الذي يتعاظم معه دور رسالة بني هاشم في نصرة الأمة.