+
أأ
-

جرائم الحرب بحق القطاع : مساجد وكنائس غزة لم تسلم من قصف الاحتلال

{title}
بلكي الإخباري

كتبت: نيفين عبدالهادي





لم تبق الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة أي حُرمة لإنسان ولدين وللأحياء والأموات مكانا في حربها على الأهل في غزة هاشم، فباتت صواريخها المدمّرة تصل لكل ما له قدسية وحُرمة دون الأخذ بأي اعتبارات دينية وإنسانية وقانونية، مرتكبة بذلك كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني جريمة حرب.غزة، التي وصف جلالة الملك ما تتعرض له «حملة القصف العنيفة الدائرة في غزة في هذه الأثناء هي حملة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات. إنها عقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة. إنها انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني. إنها جريمة حرب»، ما يجعل منها مدينة تعرضت لأقسى أشكال العدوان والحروب، دون مراعاة لحرمة أو قدسية مستشفى أو مدرسة أو منزل أغلب قاطنيه أطفالا، والأخطر ما يتعلق بالمساجد والكنائس بيوت الله التي وصلتها صواريخ وقذائف الاحتلال دون مراعاة لقدسيتها الدينية. للمساجد والكنائس واقع مؤلم جدا في غزة، فقد رفع الأذان على ركام عشرات المساجد التي هدمها الاحتلال باعتداءاته، وخرج شهداء بالعشرات نتيجة لقصف المَرافق المَأهُولة بالنازحينَ مِن المَدنيين التابعة لكنيسةِ ودير القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس، وفي ذلك جرائم وليس فقط جريمة واحدة، فأن تصل صواريخهم للأماكن المقدسية أكثر أشكال العنف والإرهاب على البشرية.خلال الحرب على غزة، كان لمساجد غزة نصيب كبير من الدمار الهائل، إذ سوّت صواريخ وقنابل إسرائيلية أكثر من 20 مسجدا في القطاع بالأرض، في حصيلة أولية، إلى جانب تدمير واسع لأحياء السكنية ومنشآت المدنية، وقد رفع الأذان على ركام عشرات المساجد في غزة، بإصرار على أداء الصلاة، في حين اختفى صوت الأذان من أحياء كثيرة حوّلتها آلات الحرب الإسرائيلية لأماكن مدمّرة بالكامل.وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» حول الحرب الإسرائيلية على المساجد والكنائس، ووفق احصائيات أولية دمّرت آلة الحرب الإسرائيلية 3 مساجد كلّيا، وألحقت بنحو 40 مسجدا أضرارا جزئية خلال معركة «سيف القدس» في 2021، كما دمرت بشكل كلي وجزئي قرابة 110 مساجد خلال معركة «العصف المأكول» في العدوان الإسرائيلي 2014.ووفق المسؤول في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إكرامي سالم، تعرّض 20 مسجدا للتدمير الكلي أو الجزئي، منذ اندلاع معركة «طوفان الأقصى» في حصيلة أوّلية، متوقعا ارتفاع العدد بالنظر إلى حجم الاعتداءات التي يقوم بها جيش الاحتلال.وقال إكرامي، إن المساجد التي تعرضت للتدمير الكلي هي: مسجد «الحبيب محمد»، في مدينة خان يونس جنوب القطاع. مسجد «سعد الأنصاري»، في بلدة بيت لاهيا شمالا.مساجد «اليرموك» و»أحمد ياسين»، المعروف باسم «الغربي» و»العباس» و»السوسي» و»إشتيوي» في مدينة غزة. ومسجد الإمام علي، في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع.وفي ذات الإطار، سقط العديد من الشهداء وأصيب عشرات آخرون في غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت كنيسة الروم الأرثوذكس -ثالث أقدم كنائس العالم- وسط مدينة غزة، مساء نهاية الأسبوع الماضي، واضعة بذلك الأماكن المقدسية إسلامية ومسيحية كجزء من حربها الغاشمة على غزة، فهذه الكنيسة تعدّ من أقدم الكنائس في العالم، وعمرها يفوق سنين احتلالهم بعشرات السنين.كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس أقدم كنيسة في قطاع غزة لا تزال مفتوحة، وهي تقع بجانب مسجد بالبلدة القديمة في غزة القديمة، وقد بنيت فوق ضريح القديس برفيريوس، وتقع الكنيسة على مقربة من المستشفى الأهلي العربي المعمداني الذي تعرّض لمجزرة إسرائيلية كبيرة خلّفت أكثر من 500 شهيدا، ويتبع المستشفى للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس. وبحسب بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس فإن الهجوم الإسرائيلي على كنيسة برفيريوس -التي نزح إليها الكثيرون جريمة حرب.فيما قال الأب د. رفعت بدر، مدير عام المركز الكاثوليكي، إن الجريمة في قصف الاحتلال لمبنى تابع لكنيسة القديس بيرفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة، وكان ملجأً للمئات من النازحين والهاربين من بطش آلة الحرب، هي جريمة حرب. وأكد أنّنا جميعًا نقف خلف جلالة الملك في الدعوات الإنسانيّة وجهوده العالميّة منذ هذا العدوان الغاشم، وقد حدّد جلالته، خلال مشاركته في مؤتمر القاهرة للسلام، ثلاث أولويات واضحة وعاجلة، ألا وهي: الوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانيّة بشكلٍ مستدام، والرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم.والكنيسة الرّومية الأرثوذكسية المَقدسية في الأردن استنكرت جَرائِم الحَرب الإسرائيلية المُرتكبة ضِدّ أهلِنا في غزة مِن مُسلمين ومَسيحيين، وقصف المَرافق المَأهُولة بالنازحينَ مِن المَدنيين التابعة لكنيسةِ ودير القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس، الذي أودى بحياة العشراتِ من الأبرياء، مبينة أنّ صوت السّلاح المُوجه ضدّ الأطفال هو لغةُ الشّر البائِسة والتي يلفُظها كلُ الأحرار من أصحابِ الضمائِر الحّية.وأكدت الكنيسة وقوفها خَلف مَوقفِ جلالة الملكِ عبدالله الثاني الرّافض لتَهجير أهلنا في غزة، والدّاعم لجميعِ حُقوقِ الشعب الفلسطيني، مُقدرةً لجلالتهِ الجُهود الدّبلوماسية الجّبارة التي يَتبناها في ظلّ الظروف السياسية المُعقدة.وفي وقفة دينية يسجّلها التاريخ لقطاع غزة مسلمين ومسيحين أن أكد رجال دين مسيحيين أنهم على استعداد لرفع الأذان إن استدعى الأمر ذلك، في وحدة لم تسجلها البشرية عبر التاريخ، فهذه الحرب لم تسلم منها المساجد ولا الكنائس، ولا مدارس تعليم القرآن الكريم، حرب نالت من قدسية بيوت الله، وأماكن العبادة المسلمة والمسيحية.