د.محمد كامل القرعان يكتب: “الشر المطلق”

بأعمق أصولها ، وكما يقال ويفسر ؛ فان الشر المطلق يعني صيرورة كونية طويلة وممتدة بطول الوجود البشرى، تكشف قصة الخلق، وعصيان إبليس للأمر الإلهي كاستعلاء وحقدا على أخيه الإنسان، ويجسد ايضا ، صراعات الإنسان مع الإنسان منذ أقدم قابيل على قتل أخيه هابيل ؛ وهذه الرواية باعمق فصولها يتحقق اليوم امام العالم والأكثر وحشية للفلسطينين منذ 48 ، والذي يماثل ويتجاوز ما ارتكبه تنظيم "داعش” الارهابي وإن الحكومات المتطرفة مثل حكومة نتنياهو لا تجلب فقط الإرهاب والتعاسة والحروب للعالم فقط ، بل تجلب شرا مطلقا يماثل ويتجاوز في بعض الأحيان أسوأ الانتهاكات التي اقترفها العصابات الارهابية ضد البشرية. وما حالة الصمت على عدوان وجرائم الاحتلال على ابناء الشعب الفلسطيني الا "تواطؤ” ودعم ، وضوء اخضر للمزيد من القتل والتشريد ، وهو ما يعيد للاذهان احداث مؤلمة عاشها اليهود بما يسمى معاداة السامية والإبادة الجماعية لليهود قبل آلاف السنين.والكمّ الهائل من الكذب الإعلامي وتزويره للحقائق وتشويهه للوقائع ، لن يغير شيئاً في قناعات الناس بأنّ إسرائيل هي الشر المطلق وتسعى راهناً إلى إبادة غزة. وهنا نتوجه للشعب الاسرائيلي بان يكون هو الفيصل والقاضي بما يجري لجيرانهم من سوء وقتل وتدمير وتشريد ؛ وكيف تبحث هذه الحكومة المتطرفة عن الامان لشعبها الذي وعد بالامان وكيف يتحقق هذا المنال وحكومتهم تقترف ابشع الجرائم ضد البشرية وضد القوانين الدولية ؛هذه الحكومة ومع بعض الدول اغلقت اعينها عن بشاعة المنظر واصمت اذانها عن اصوات الاطفال والامهات الثكلى ، فلا اتصور ان الشعب الاسرائيلي يقبل ويتقبل هذا التصرفات الحاقدة المشينة بحق تاريخه ويعاود لاذهانه الجرائم التي ارتكتبت بحقه.إذن، هذا الشر يشترط كشعوب مقاومته غير مذعنين لما يُروج من مفردات ومصطلحات تصبح بمرور الوقت بدهيات لا تحتمل النقاش، أو حقائق لا تقبل الشك ، فالقول بأن العنف والقهر والقتل هي سمة بشرية ولا يمكن تغييره هو تعطيل للحقيقة، والشر هو تعطيل الحقيقة، حين يعرقل الحق ويسمح بالقتل والسوء ، وبوسعنا التحرر من غرائزه الحيوانية "الهمجية



















