+
أأ
-

نيفين عبد الهادي : إنزال مساعدات أردنية الموقف الأهم في غزة

{title}
بلكي الإخباري

في اختصار المواقف وردات الفعل والتعاون وحتى الحبّ والسند، بموقف يجعلنا نقف أمام كل هذه المعاني بحرفيّتها، وبمعناها الحقيقي، هكذا هو الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني مع الأهل في غزة، وليس منذ السابع من تشرين الأول، إنما تاريخيا، وها هو اليوم يكمل هذا الواقع بموقف جديد جسده نشامى سلاح الجو أمس حيث تمكنوا في منتصف ليلة أمس من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة.

اختصار للكثير من الكلمات والمواقف التي نسمعها منذ قرابة الشهر، نسمعها من أفواه ربما لم تقدّم حتى اللحظة ما يلمسه الغزيون في حربهم المستعرة والجرائم والمجازر التي يقوم بها الاحتلال عليهم، ليقف الأردن في موقفه هذا متجاوزا كل الصعاب والتحديات وحتى الخطورة ويقوم بعملية إنزال المساعدات للمستشفى الذي بات جزءا رئيسيا وهاما من المنظومة الصحية في غزة، وملجأ للكثيرين من أهالي القطاع، خطوة بألف موقف وألف كلمة وألف خطاب، موقف أردني يعكس بشكل حقيقي طبيعة العلاقة مع الأشقاء في فلسطين، وتحديدا في غزة.
جلالة الملك أكد أن الأردن سيبقى السند والداعم والأقرب للأشقاء الفلسطينيين، وقال جلالته في تغريدة على منصة (اكس) امس الاثنين «بحمد الله تمكن نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة في منتصف هذه الليلة من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة».
وأضاف جلالته «هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة. سيبقى الأردن السند والداعم والأقرب للأشقاء الفلسطينيين»، نعم هذا هو الأردن السند والداعم والأقرب لفلسطين، وشعبها، وتأتي هذه المساعدات هامة لجهة الحاجة لها في غزة، إضافة للتوقيت الهام جدا لدقته وخطورته، مقدما الأردن يده للمساعدة بروح نضالية تقدّم مساعدة ومساندة الأهل في غزة على كافة الرؤى والمواقف وحتى الخطورة.
ما قام به الأردن أمس موقف استثنائي، ومواجهة عبقرية لتقديم الممكن للأهل في غزة، وسط تزاحم اللاممكن في حياتهم، التي لم تبق بها الحرب سوى فتاتا من الحضور والبقاء على قيد المقاومة، ليكون الأردن الأول كما هو دائما في هذا الموقف وهذه المساعدات، وهذه الخطوة، بهمّة نشامى سلاح الجو في القوات المسلحة، غير آبهين بأي خطورة أو ظروف صعبة، متجهين نحو هدفهم الإنساني الذي الأهم والأكثر قوة وفاعلية في مساندة الأهل في غزة وشدّ عزيمتهم وقوتهم منذ بدء المعركة عليهم، نعم هو موقف بألف موقف، وحالة نضال نادرة يحتاجها الغزيون ويرون بها أنها الأكثر تأثيرا وأثرا، وعمقا لهم.
لا يمكن القول فيما قام به الأردن أمس، سوى أن إنزال هذه المساعدات تعدّ الموقف الأهم بين كل المواقف التي شهدتها غزة، والأكثر تأثيرا وقوة وحضورا، موقف يختصر الحرص الأردني على دعم الأهل في غزة بشكل عملي وحقيقي.