فارس الحباشنة : حرب غزة والبحث عن حل سياسي

الهدنة سوف تنتهي صباح اليوم الثلاثاء، وجهود دولية مكثفة وحثيثة تبذل لتمديد الهدنة. ما يقف خلف الهدنة سواء تم تمديدها ام لا، فكرة اطلاق سراح مزيد من الاسرى وادخال مزيد من المساعدات الى غزة. و يمكن ان نكون عشية تمديد ثان وثالث للهدنة، وامام سلسلة هدن بين المقاومة واسرائيل غير محدودة في سقف زمني.و اسرائيل سوف تتنازل مقابل تبادل الاسرى وتمديد الهدنة.و حتى الان ما هو غائب عن حرب غزة، وما بعد الهدنة البحث عن افق لحل سياسي حول ما هو قائم. و طرفا الحرب : المقاومة واسرائيل غارقان في تفاصيل الاسرى وتبادلهما. المقاومة على لسان قادتها اكدت انها لا تمانع في اي مفاوضات لانهاء ملف الاسرى والمعتقلين، ولكن لن يكون دونما اعلان لوقف اطلاق النار !و اسرائيليا ملف الاسرى ضاغط داخليا، وبمثابة هدف مركزي يتقدم تصفية والقضاء على حماس والمقاومة وتهجير الغزيين الى سيناء.لعبة التفاوض والشروط والسقوف مفتوحة على كل الاحتمالات والسيناريوهات . و اسرائيل والاخ الاكبر «امريكا « عالقان في شباك حرب غزة، وحيث قررا المضي في الحرب والعملية العسكرية ام تمديد الهدن.و ليس مستبعدا أن ترضخ اسرائيل لشروط ومطالب المقاومة.تمديد الهدنة مصلحة اسرائيلية ويعطيها فرصة لتحقيق انجاز، واولها في تعديل بنود الصفقة وشروط التفاوض مع المقاومة، ولما تبين ان الضغط الميداني لم ينجح. و حتى بعد العملية البرية اسرائيل وافقت على ما عرضته المقاومة منذ بداية العملية. و ذلك بمثابة اعلان لهزيمة اسرائيلية امام المقاومة. في اليوم الثاني من الهدنة لامست اسرائيل صلابة المقاومة وتعنتها في الشروط والتفاوض والتزاما ببنودها كافة، وكادت الهدنة في لحظة ان تنهار. انتصرت المقاومة، واثبتت ان يدها هي العليا، وانها جاهزة للحرب والسلام والهدن، ولم ترضخ المقاومة للمزايدات والابتزاز، وحروب الدعاية المضادة. و نجحت في استنهاض الرأي العام العربي بعدما تعافى من امراض وعقد لصراعات وخلافات عربية طائفية. و حررت الرأي العام العالمي من عقدة الهولوكوست.و اليوم، المعركة جغرافيا واستراتيجيا تعدت حدود غزة، وانتقلت الى البحار، و الامن الاستراتيجي الامريكي في البحر الاحمر وتدفق النفط والطاقة، وامن الملاحة العالمية.و اسرائيل استنفدت قوتها العسكرية والمعنوية وشرعية الحرب على قطاع غزة المحاصر والمنكوب، وتبددت سردية اسرائيل في اول ايام الحرب التي تربط بين الحرب على غزة ومحاربة الارهاب وداعش.استنئاف الحرب والعملية البرية ومضي اسرائيل نحو تحقيق انجازات واهداف استراتيجية في حرب غزة سيكون اشد تعقيدا على اسرائيل. و اذا ما قررت اسرائيل استئناف الحرب وعودة العملية البرية، وارتكاب مزيد من الفظائع والكوارث الانسانية، فهل يمكن تجاهل ذلك امام الرأي العام العالمي ؟! ما خسرته اسرائيل في حرب غزة يوازي ما خسرت في حروبها الاربعة السابقة مع الدول العربية. و اليوم، اسرائيل امنها الحيوي والاستراتيجي مهدد وفي خطر، وتواجه حرب زوال ونهايات. اظن ان واشنطن اليوم تقف على قناعة تامة في حرب غزة بان وقف اطلاق النار بات ضروريا وملحا قبل اي وقت. و ثمة ضرورة لفتح ابواب السياسة لصناعة السلم فلسطينيا واقليميا .وطبعا، صناعة السلم لن تكون امريكية فقط. فهناك المقاومة واطراف اقليمية من الصعب صناعة السلم دون اشراكها في الحل السياسي والجلوس على الطاولة. و نصر المقاومة لا يجير الى تنظيم او فصيل سياسي، انه تاريخيا نصر فلسطيني وعربي. و نصر قلب معادلة الصراع الفلسطيني والعربي مع اسرائيل. وما هو مطلوب عربيا لحماية نصر المقاومة ومشروعها تحويله الى قوة عربية في ادوات الصراع، والتراجع عن خيارات الانجرار نحو تطبيع مجاني، وتقوية الجبهات الوطنية وتمتين الحكومات العربية في علاقتها مع شعوبها للتنصل من الالتزمات والتعهدات مع امريكا



















