دراسة تظهر أن كوكبا اكتشف عام 2008 ليس إلا سحابة غبار

نشرت دراسة جديدة في دورية “بروسيدنجز أوف ناشونال أكاديمي أوف ساينسس” تقول إن كوكباً خارج مجموعتنا كان قد رصده تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا يسمى “فم الحوت ب” لم يكن بالفعل كوكباً، بل كان سحابة من الغبار تكونت نتيجة تصادم بين جسمين متجمدين.
وأفادت الدراسة التي صدرت عن عالمي فلك في جامعة “أريزونا” إلى أن “فم الحوت ب” كان “يكبر ويختفي تدريجيًّا، متحركًا في اتجاه الخروج من نظامه النجمي، وقد شوهد آخر مرة يدور حول نجم فم الحوت، على بُعد مسافة 25 سنة ضوئية” حسب مجلة “ساينتفك أميريكان”. وبحكم أنه ليس من صفات الكواكب أن تتغير بالحجم، قام العالمان بتطوير نموذج لـ”فم الحوت ب” باعتباره سحابة من الغبار. وفي إثبات لفكرة أن مراقبة نموذج في الكثير من الأحيان، أكثر فائدة من مراقبة الظاهرة الحقيقية، وجدوا أن نموذج السحابة اتسع مع الوقت حتى بات “بحجم جزيئيات جزيئات الغبار حوالي 1 ميكرون – ما يعادل 2 في المئة من قُطر شعرة الإنسان- وهذا الحجم أقل من أن يرصده تِلسكوب هابل، ويُعد هذا الاتساع في الحجم نتيجةً لقوة ضغط الإشعاع الناتج عن النظام النجمي فم الحوت على جزيئات الغبار” حسب المجلة.
وأضافت أن “فم الحوت ب” يعتبر “مُختبرًا لعلماء الفلك، يختبرون فيه نظرياتهم عن الكواكب الخارجية، وتم رصد الملحوظات الأولى عن الكوكب المفقود خلال عامي 2004 و2006؛ ففي ذلك الوقت كان الكشف عن الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية مُقتصرًا على الوسائل غير المباشرة، التي تتضمن قياس السرعة الشعاعية المعتمدة على ملاحظة تذبذب طيف النجم المركزي نتيجة قوى الجذب بينه وبين الكواكب التي تدور حوله، إذ إنه عكس ما هو شائع، ليست النجوم ثابتة، بل تتحرك حركة طفيفة في دائرة صغيرة نتيجةً للجاذبية الخاصة بالكواكب التي تدور حولها”.
وأول مرة شوهد فيها “فم الحوت ب” كان عام 2008 عبر التصوير المباشر، وظل مرئيًّا لعدة سنوات من خلال تلِسكوب هابل، لكنه دائماً ما أثار العديد من الأسئلة لدى العلماء. وقال
جورج ريكي، أستاذ علم الفلك في مرصد “ستيوارد” في جامعة أريزونا، والباحث المشارك في الدراسة في تصريحاته لـ”ساينتفك أميريكان” لقد “كان فم الحوت ب محيرًا وتحيط به المشكلات، إذ لم يتم رصده في الأشعة تحت الحمراء قَط. وبالنظر إلى كونه جسمًا كوكبيًّا كبيرًا بما يكفي لتشتيت كمية كبيرة من الضوء، كان من المفترض أن يصدر عنه انبعاث حراري، لذلك كان من الصعب على علماء الفلك تصنيف هذا الجسم، مما جعله مثيرًا للاهتمام بشكل كبير”.
واعتبر أندراس جاسبار، مساعد فلكي في مرصد “ستيوارد” والباحث الرئيسي في الدراسة، في تصريحات للمجلة “على الرغم من الغموض الذي أحاط بالكوكب، إلا أن اكتشاف حقيقته كان بمحض الصدفة البحتة، إذ تمكنت من الحصول على بعض البيانات الأرشيفية لتلسكوب هابل، التي لم تُنشر من قبل نظرًا لعملي على دراسة حركة حطام الكواكب حول النجوم في محاولة لفهم كيف تتطور وممَّ تتكون، وعندما تحققت من كوكب فم الحوت ب، لاحظت أنه لم يكن موجودًا، لذلك، راجعت جميع البيانات وبدأت في تحليلها، ولاحظت أنه كان يتلاشى مع الوقت”.
وأشارت المجلة إلى أنه يخطط كلٌّ من جاسبار وريكي للعمل على اكتشاف الكواكب الحقيقية في نظام “فم الحوت” عن طريق “تلسكوب جيمس ويب الفضائي” المقبل من وكالة ناسا، وسيعملان على التصوير المباشر للمناطق الدافئة الداخلية للنظام، وسيحصلان على معلومات تفصيلية حول تكوين حزام الكويكبات المراوغة فيه، وفق الدراسة.



















