+
أأ
-

احمد الحوراني : «اقتباس» من ورقة الملك النقاشية السابعة

{title}
بلكي الإخباري

الاقتباس أعلاه من ورقة جلالة الملك عبدالله الثاني النقاشية السابعة التي نشرها في الخامس عشر من نيسان من العام ألفين وسبعة عشر، والتعليق على المقولة اليوم إعمال لأهمية رؤى وتوجيهات الملك التي يتضاعف معها يقيننا بانها وحدها صمام الأمان للقوة والإبداع والنهضة وتحقيق التنمية بمعناها الواسع الذي يشمل كل مجالات الحياة بالوجهة والنوعية التي يؤمن بها القائد الذي أخذنا على عاتقنا العودة بين الحين والحين إلى اقتباس من خطاب هنا ومقالة هناك في محاولة لنقل وترجمة العمق الذي تحتويه إذا ما علمنا أن الملك ينظر للأشياء بعي? تستشرف واقعًا جديدًا يتطلع إليه ليقطف ثماره الشعب الأردني علمًا ومعرفة ومنافسة عالمية مع نظرائه من شعوب العالم المتقدم.

وللتذكير فقد حملت ورقة جلالة الملك العنوان (بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة)، ولكي تبقى مقولات الملك وأفكاره حاضرة كجزء لا يتجزأ من منظومتنا المعرفية وثقافتنا الوطنية التي نحن بأمس الحاجة إليها لغرسها في نفوس أبنائنا وبناتنا الناشئة، فإن على المؤسسات التعليمية أن تراجع خططها وبرامجها العملية منها على وجه الخصوص التي ترتبط بمعايير التربية الوطنية، وجامعاتنا ومدارسنا لا بد وأن تترجم إيمانها بما يتمتع به أبناء الأردن وبناته من طاقات هائلة، وقدرات كبيرة، ومواهب متنوعة، ومن ثم عليه? أن تسعى لاكتشاف هذه الطاقات، وتنمية تلك القدرات، وصقل تلك المواهب، وتحفيزها إلى أقصى حدودها، عبر أحدث الأساليب التعليمية التي تشجع على الفهم والتفكير، والفهم لا التلقين.
ولعل المحلل المتمعن في مضامين الورقة يقف على حقيقة ضمنها جلالة الملك فيها من ناحية دعوته للمؤسسات التعليمية الاردنية، للعناية بقاعدة التمكين الثلاثية العقل المفكر، الحرية المسؤولة، والمواطنة الصالحة، والابتعاد كذلك عن الخوف من التطوير ومواكبة التحديث والتطور في العلوم، والتأكيد على تحقيق معايير الجودة والكفاءة لدى اعضاء الهيئات التدريسية في المدارس والجامعات.
يعلمنا جلالة الملك في مقولته أعلاه، إن العملية التعليمية معنية بأن تجعل من إبداعات الطلبة ونجاحاتهم وتفوقهم وجهودهم، أعمالًا ذات قيمة ومعنى، وأن تتيح للطلبة الفرصة للتنافس وتوسيع اﻷفق وزيادة الإنتاج النوعي الذي ينسجم مع العصرنة ويكرس مبدأ التفوق النوعي، وهي معنية كذلك بتعزيز الخطاب العقلاني الذي يجمع وﻻ يفرق، و ﻻ يقصي الآخر، ويؤمن بالتنوع المجتمعي، وبقيم العيش المشترك ومبدأ احترام الآخر. و ﻻ يتأتى ذلك المسعى إلّا من خلال مناهج دراسية توازن بين الأصالة والمعاصرة، وتستحث الفكر، وتنمي روح الابتكار والإبداع لد? جيل المستقبل.
إذا ما أرادت الجامعات الأردنية أن تتقدم إلى الأمام وأن تلبي طموحات قائد الوطن وتترجم رؤاه إلى واقع عملي، فإن عليها تشكيل لجان متخصصة لمراجعة خطابات ومقالات ومقابلات وحوارات جلالة الملك، وتتخذ منها مسلكًا وقاعدة تنطلق منها في تعظيم قيم ومفاهيم الطلبة وتعزيزها لأنها إن أصبحت جزءًا من ثقافة الطلبة والشباب فإنها ستكون مفردات قادرة على صنع التغيير المنشود، وهنا نقرأ تشديد جلالته على ضرورة الاستثمار في هذه الثروة (الشباب) انطلاقًا من الايمان بأن كل أردني يستحق منح الفرصة التي تمكنّه من أن يتعلم ويبدع، وأن ينجح و?تفوق ويبلغ أسمى المراتب، بإقدام واتزان، فلا يرى للمعرفة حدًّا، ولا للعطاء نهاية