احمد الحوراني : الملك.. فقدنا أخًا وزعيمًا حكيمًا

ودّع الأشقاء الكويتيون يوم أول من أمس أميرهم سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وحُقّ لهم أن يبكوه وأن يوجع الحزن قلوبهم على رحيله بعدما قاد الكويت لسنوات ربما كانت قليلة في تعدادها بعامل الزمن، لكنها كانت غني عزز خلالها دعائم النهضة الشاملة التي عمّت أرجاء البلاد وتابع رحمه الله العمل على منوال سلفه سمو الشيخ الراحل صباح الأحمد الصباح، حتى عمت التنمية وشملت مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والفنية والرياضية، مستنداً بذلك كلّه على حسن استثماره بالإنسان والمواطن الكويتي الذي تهيأت له ظروف البناء واستعدادات التضحية والعطاء، وبات المواطن الكويتي في عهد الشيخ نواف عنصراً فاعلاً ومؤثراً في مسيرة التنمية والتحديث إلى أن أصبحت التجربة الكويتية محط إعجاب وتقدير القاصي والداني على حد سواء.في المملكة الأردنية الهاشمية شعر الأردنيون بحزن عميق نابع من قلوبهم على وفاة الشيخ نواف الأحمد فامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة على الفيسبوك ومن مختلف المستويات تنعى القائد العربي الحكيم وتستذكر مآثره ودوره في الوقوف إلى جانب الأردن، وتقدم جلالة الملك عبد الله الثاني الجميع متأثراً بالمصاب الجلل بقوله (كان زعيما عروبيا كرس حياته في خدمة بلده وشعبه وأمته، وعرفناه صاحب نخوة وحكمة ودؤوبا في تمتين العلاقات العربية).الكلمات المثقلة بالتقدير والمعاني والدلالات التي نعى فيها جلالة الملك عبد الله الثاني أخاه سمو أمير الكويت تعكس عمق المكانة التي احتلها الراحل الكبير على المستوى الشخصي عند جلالته الذي يمثل كل الأردنيين بفخر واعتزاز، وجلالته كان قد عبّر في مناسبات عديدة عن تقدير الأردن للوزن السياسي الكبير الذي تمثله الكويت التي كانت طيلة تاريخها الطويل تقف إلى جانب نصرة القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية، حيث كانت لسمو الشيخ نواف الاحمد مواقف سياسية واضحة أكد عليها بما كان يتطابق مع رؤية ومواقف الأمة العربية وكان رحمه الله داعياً ونصيراً لكل ما من شأنه تفعيل وتدعيم العمل العربي المشترك.تاريخياً امتازات العلاقات الأردنية الكويتية بالقوة والمتانة وبدأت منذ عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال، وامتدت لعهد المعزز عبد الله الثاني حفظه الله حتى أصبحت نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية العربية والمفتوحة على آفاق واسعة وواعدة للارتقاء بها في مختلف المجالات وبما خدم ويخدم مصالح الشعبين الشقيقين.رحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وحمل أشقّائنا الكويتيون أحزانهم وآلامهم وكسر خاطرهم، لكنهم وهم يبكون فراق زعيمهم وعيونهم تقطر دمعاً غالياً عليه، ينظرون للمستقبل ويحملون شموع الأمل وهم سيلتفون حول أميرهم الجديد مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي لا ريب أنه سيواصل السير على ما بناه الراحل الكبير، والشعب الكويتي الشقيق شعب متعلم واع ومثقف ومؤمن بالله وتصاريف أقداره وهم يدركون أن وفائهم لأميرهم الراحل يكون بمزيد من التكاتف والإصرار على تجاوز الحزن لدخول مرحلة جديدة يتواصل فيها مسيرة البناء والاعمار



















