م . فواز الحموري : نداء ورجاء للتعليم العالي

أثناء عضويتي في لجنة خاصة بدراسة طلبات دعم التعليم الجامعي، طلب مني مجموعة كبيرة من أولياء أمور الطلبة والطلبة أنفسهم الكتابة والتعبير عن الرجاء والثقة بتعاون فريق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال صندوق الطالب وفي ضوء التعليمات الجديدة للصندوق؛ حيث تم الإعلان عن التقديم للاستفادة من المنح والقروض الجامعية خلال الفترة من 7/ 12/ 2023 ولغاية 27/ 12/ 2023 ومن المتوقع الإعلان عن نتائج ذلك مع بداية شهر آذار 2024.تكمن الأشكالية في أن الجامعات قد وضعت برنامجا زمنيا للتسجيل والسحب والإضافة ينتهي قبل نهاية شهر شباط 2024 وبذلك على الطالب وأهله مواجهة ذلك بصعوبة وقلق، وكما هو معلوم في ضيق مالي شديد؛ العديد من الحالات لا تستطيع العثور على متبرع لتقديم دين محدد على أمل ظهور نتائج صندوق الطالب الجامعي.يشكل مضمون الأمل والرجاء والثقة من الفريق المعني بصندوق الطلبة انجاز العمل قبل الفترة المحددة من الجامعات للتسجيل ودفع الرسوم وكذلك السحب والإضافة حيث إن الفارق قد لا يتعدى الأسبوع فقط، ويساهم ذلك في التخفيف عن الجميع قدر الإمكان وذلك قد يحصل بمضاعفة ساعات العمل بشكل إضافي وللمصلحة العامة.يحتاج موضوع تمويل ودعم التعليم الجامعي إلى وقفات وحوارات ومن قبل جميع الأطراف المعنية سواء العامة والخاصة والجمعيات والبنوك والمهتمون في توحيد الجهود اللازمة لضمان وتوفير العدالة للطالب المتفوق والفقير والتطلع لسنوات الدراسة مجتمعة وليس حل المشكلة في كل فصل دراسي وهكذا.تشترك في مسؤولية دعم التعليم الجامعي العديد من الجهات المتخصصة في هذا الجانب ولعل التشبيك فيما بينها يفيد كثيرا ويمكن إشراك وزارة المالية والهيئات الخاصة وكبار المتبرعين والصناديق المخصصة في الجمعيات والهيئات الخيرية لتوفير الدعم والذي قد لا يتجاوز في بعض الحالات مئات الدنانير لطالب في عامه الجامعي الأخير وحالات إنسانية كثيرة تقف عائقا أمام متابعة المسيرة التعليمية.ثمة العديد من التجارب الناجحة في الجهات التي تتعامل ملف التعليم الجامعي وقطعت شوطا في اعتماد سياسة واضحة وآلية محددة لتغذية صندوق التعليم بشكل شامل ومناسب ويتماشى مع الإمكانيات والموارد المالية المتاحة والتبرعات والصدقات واموال الزكاة.تشير جميع قواعد البيانات عن تفاقم تغطية نفقات الدراسة الجامعية عند التحاق أكثر من ابن وابنة في الجامعات وتدني الدخل المتاح، حيث تعتبر الأسر محدودة الدخل أن استثمارها يكمن في تعليم الأبناء والبنات للجصول على سلاح التعليم والشهادة وفرص العمل ومساعدة الأهل فيما بعد قدر الإمكان والمتاح.وتشير العديد من الدراسات إلى إمكانية الوصول لمجانية التعليم الجامعي من خلال توحيد الموارد المالية والغاء المكرمات والبعثات والإستفادة من انشاء صناديق خاصة في الموازنة تحقق الوصول لذلك الهدف بشكل شامل مقارنة بما يصرف على دعم التعليم الجامعي من خلال المكرمات.الأمل معقود على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزيرها المقدر د. عزمي محافظة والفريق العامل بحرص على تلقي جميع الملاحظات والمقترحات التي تصب في خدمة الوطن والمواطن بتوجيهات سيدنا الملك عبد الله الثاني -حفظه الله ورعاه- وهو السند والعون للطالب والمسيرة التعليمية والتربوية.نكرر دوما على تلبية المطالب والأمنيات للمواطن ضمن ما يساهم في دفع المسيرة إلى الأمام وخير وازدهار ومنفعة لطلبتنا الأعزاء على امتداد المراحل الدراسية في المدارس والجامعات والمعاهد ودور العلم والعرفان.الأمل كبير بتجاوب أسرة التعليم العالي والذين لن يدخروا جهدا في هذا المجال بكل تأكيد وعزم واخلاص وخدمة للبلاد والعباد والتخفيف عليهم من أعباء الحياة ومتطلبات ونفقات التعليم كافة



















