+
أأ
-

محاضرة تسلط الضوء على تدمير الاحتلال للتراث الإنساني في غزة

{title}
بلكي الإخباري

نظم نادي الشبيبة المسيحي الأردني في الزرقاء، بالتعاون مع الجامعة الهاشمية، بمشاركة عدد من الهيئات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني محاضرة علمية لمناقشة تدمير التراث الحضاري الإنساني في غزة هاشم بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.وتحدث أستاذ علم الآثار في كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية الباحث الدكتور محمد وهيب عن أهمية الدور التاريخي والإرث الحضاري في غزة هاشم عبر التاريخ، وسبل الحفاظ عليه وديمومته للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني المحلية والإقليمية والدولية، تركزت على ضرورة وقف العدوان الغاشم على غزة وحماية البشر والحجر وإحلال السلام في المنطقة وتقديم المساعدات الطبية والغذائية والوقود والتخفيف من آلام الأهل في غزة.وقال إن الدولة الأردنية تمتلك خبرات عالمية في مجال الحفاظ على الإرث الحضاري، لا سيما وأن تراث غزة هاشم هو تراث آل هاشم الأطهار، إذ قاد جد الرسول الكريم هاشم بن عبد مناف، قافلة قريش عبر مكة، والمدينة، وتيماء، إلى دومة الجندل، وصولا إلى العقبة/ أيلة على أرض الأردن المباركة، فعبر خلالها العديد من محطات الإيلاف القرشي المتواجدة في الأردن في وادي عربة، وخاصة محطة بير مذكور التاريخية الشهيرة بمياهها العذبة النقية.كما عبر محطة فينان المشهورة بمناجم معدن النحاس وخاماته ومصنوعاته المتميزة والتي أشار إليها معظم علماء الآثار في العالم، ومحطة واستراحة الثغوي، وغيرها من المحطات التي وثقها علماء الآثار الأردنيون مثل: محطة قصر أم ارتام، ومناطق الحدائق النبطية، لتعبر القافلة بعد ذلك إلى الغرب وتتجه نحو فلسطين، حيث تتواجد محطات الأجداد الأنباط في جنوب فلسطين كامتداد للمحطات التاريخية الأردنية مثل: محطة عبدة، وخلصة، وصولا إلى غزة هاشم والميناء البحري الشهير فيها "الأنثيدون" على شاطىء البحر الأبيض المتوسط، وهو مدرج على القائمة التمهيدية للتراث العالمي.وبين أن علماء التاريخ والحضارات والجغرافيا أجمعوا على أن الجد هاشم أقام هناك في غزة سوقا كبيرة للبضائع القادمة من الجزيرة العربية والخليج العربي، ولم تكن سوق هاشم متخصصة بالمنتجات المادية فقط، بل كانت أيضا سوقا ثقافية للأدباء والشعراء الذين يلتقون في هذا المكان بحيث يتكون من التراث الشفوي والتنوع الثقافي والتبادل الفكري التنويري، ليصبح بذلك سوق الإيلاف مركزا حضاريا، فكريا، ثقافيا، وتجاريا.وتابع أن هذا السوق ساهم في إعمار غزة وشهدت نهضة حضارية عمرانية متميزة انعكست على إزدهار الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فيها، لافتا إلى أن كنيسة بوتروفيوس وكنيسة القديس هيلاريون حاضرتان في غزة وتشهدان النشاط والتطور السريع في غزة.وأشار الدكتور وهيب إلى أن مسجد هاشم أصابه التصدع بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على غزة، فيما تعرضت المباني التراثية، للدمار والخراب بفعل القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين والمباني التراثية ودور العبادة، وخاصة تدمير المساجد التراثية.من جهتها، أكدت رئيسة النادي فاتن سميرات أهمية إبراز التراث الحضاري لقطاع غزة والدور الأردني التاريخي في الحفاظ على تراثها، في ظل الظروف السائدة.بدورهم، أكد المشاركون ضرورة توفير الحماية لإرث الأجداد في غزة، وأهمية تسليط الضوء على الحالة التي يمر بها التراث، ومواصلة الجهود الأردنية في التخفيف من تدمير التراث الإنساني في غزة، وضرورة مساهمة الأردن، بحكم متانة موقعه وثقله في حماية إرث غزة الحضاري للأجيال القادمة.