التربية الحزبية والهوية الوطنية

.د عاطف نايف زريقات
التربية الحزبية بمفهومها العام تعني توجيه الفرد نحو فهم مُعين للعالم والقيم والمعتقدات من خلال إنتمائه لحزب سياسي مُعين ٠تُعتبر هذه النوعية من التربية مهمه للأحزاب السياسيه لأنها تُساهم في بناء قاعده داعمه ومؤيده للأفكار والسياسات التي ينادي بها الحزب وهي أيضاً مهمه للأفراد لأنها تُمكنهم من المشاركه الفاعله في الحياة السياسيه ويجب ان تكون هذه التربية متوازنه وتعتمد على التفكير النقدي والتحليل العقلي ٠اما واجب الحكومه في ظل الشروع في تطوير الحياة الحزبية استجابه للمبادره الملكية بتطوير الحياة السياسيه ونشوء تجربه حزبيه وطنيه جديده ورائده تختلف إختلافاً تاماً عن نهج الاحزاب سابقاً التي مارست النشاط الحزبي السري بعد حل حزب الشعب الاردني الذي دعا لتكوين مجلس نيابي منتخب وحكومه مسؤوله أمامه عام ١٩٢٧ يتمثل الان في ضمان وجود بيئه تعليميه تشجع على التفكير النقدي والتحليل العقلي بدلاً من التبعية العمياء للأيدولوجيات الحزبية الأممية والتدخلات الخارجية في العمل الحزبي التي كانت احياناً تصل الى حد التبعية وهكذا ينبغي ان تكون التربية السياسيه تربية وطنيه جزءًا من مناهج التعليم حيث يُعَلَّم الطلاب كيفية التفكير بشكل مُستقل وتقدير الأراء المتنوعه وتفهمها وليس معاداة الفكر الأخر وتَقَبُل الإختلاف كما يجب على الدوله تعزيز الحوار البناء والتقارب بين الأحزاب الناشئه المختلفه وتعزيز مشاركة المواطنين في الحياة السياسيه بطريقه تُشجع على الإنفتاح والتفاعل بدلاً من الإنقسام والتفرقه ضمن تعددية حزبية للوصول الى تشكيل حكومات حزبية وطنيه كما هي الحال في دول العالم المتقدمه فنجاح هذا التطوير ومأسسة العمل الحزبي سيكون اعظم نقله نوعية في تاريخ الحياة السياسيه لهذا الوطن الاردني العظيم.



















