حمزة الصباغ : ملك نطال به عنان السماء

ما بين فرحة الأردنيين بيوم الاستقلال وما بين فرحتهم باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله سلطاته الدستورية؛ يتجاوز العقل حدود المستحيل؛ ليربط هاتين المناسبتين بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية، فمنذ أن تولى جلالته مهامه الدستورية في قيادة الأردن وهو يبحر بهذه السفينة في بحر متلاطم الأمواج. من الإقليم الذي يرزح تحت ثقل الحروب والنزاعات الداخلية إلى التحديات الداخلية والخارجية التي تعصف بالمنطقة والعالم، وتعكس سعيرها على وطننا الأردن. ولطالما آمن جلالة الملك بقدرة الأردن وقدرة الشعب الأردني على تجاوز كل الصعوبات؛ حيث قال جلالته: «قد لا توجد دولة في التاريخ الحديث تحملت آثار الصدمات الخارجية أكثر من الأردن. وعلى الرغم من كل ما يحيطنا من نزاعات وحروب وانهيار لدول وتفسخ لمجتمعات عريقة، إلا أننا نثبت لأنفسنا وللعالم أجمع كل يوم وبعزيمة جلالة الملك و كل مواطن أردني كم نحن أقوياء». ومن خلال رؤية ملكية حكيمة تستقرأ المستقبل ومن منطلق المسؤولية التي يحملها جلالته وهو سليل هؤلاء كما قال الشاعر محمد مهدي الجواهري (الحاملين من الأمانة ثقلها)؛ ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تغمض لجلالته عين، فيوكل لنفسه؛ نيابة عن الشعب الأردني ونيابة عن الأمة العربية والإسلامية؛ وكافة أحرار العالم مسؤولية الدفاع عن غزة والمسجد الأقصىوكل فلسطين.جولات جلالة الملك في دعم غزةها هو يقف أمام مجلس الشيوخ الأمريكي ليصرح بضرورة وقف جميع أشكال العدوان على غزة؛ وتحديداً مدينة رفح في جنوب القطاع. وخلال زيارته هذه للولايات المتحدة الأميركية التقى بالعديد من كبار القادة في أمريكا، ورؤساء اللجان في الكونجرس الأميركي وصانعي القرار ليوضح لهم مدى خطورة سيطرة اسرائيل على المعابر في غزة؛ الأمر الذي سيفاقم الأزمة الإنسانية بكافه جوانبها في القطاع، والمطالبة بضغط من المجتمع الدولي على إسرائيل لاتخاذ موقف يفرض على إسرائيل تأمين عبور آمن للمساعادات ومن كافة المعابر. وأكد جلالته حين لقائه بالرئيس الأميركي بتبعات استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي من شأنه أن يؤجج الصراع في المنطقة، لا بل في العالم أجمع، وضرورة العمل على وقف مستدام لإطلاق النار.لقد شملت جولات الملك المكوكية الاخيره العديد من دول العالم؛ الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا؛ ملك يحمل هم الأردن، وفلسطين، وغزة على وجه الخصوص؛ ملك تصدق فيه مقولة: (واثق الخطوة يمشي ملكاً). ملك نفاخر به الدنيا، ونثق ثقة مطلقة بقيادته الحكيمة في إدارة شؤون البلاد، وإدارة ملف الصراع العربي الإسرائيلي للوصول إلى السلام الدائم والعادل وحل الدولتين.
حمى الله الاردن وشعبه ومليكه المفدى



















