+
أأ
-

م . باهر يعيش : الإعلام.. حدّ الورد وحدّ الشوك ..!!

{title}
بلكي الإخباري

وهلّ الإعلام فعلًا... قوّة ناعمة أم هو قوة ذات حدين... حد الورد وحدّ الشوك؟!!.ورد في حفل افتتاح؛ (منتدى الأردن للإعلام والتواصل الرقمي) والذي تلقيت دعوة كريمة لحضوره في عمّان؛ ورد وفي كلمة لمندوب رئيس الوزراء؛ السيد وزير الاتصال الحكومة الدكتور (مهند مبيضين) عبارة؛ (الإعلام... القوة الناعمة).لفتت انتباهي في كلمة الوزير أشياء كثيرة لكن كلمة... (الناعمة) شدّت انتباهي، ربمّا لفقدان هذه الكلمة من قواميسنا لسيطرة الخشونة وبشكل تعسّفي يتناسب وطبيعة الكلمة على مجريات عصرنا؛ مما جعلني أتساءل وسط دوّامة الأخبار التي تنزّ تنزف بدماء الشهداء في فلسطين والتي يبرع الإعلام المتجرّد المهني في تعاطيه مع الخبر بصدق وأمانة، و(الباحث عن المشاكل) في نقلها كما تلتقطها عين الصحافي الحرّ ولسانه الذي ينقل الحقائق كما هي بالتالي وعين الكاميرا، نرى ونسمع استغاثة المدفونين أحياءًا تحت ردم قذائف الكبار المجيّرة للصغار!.أتساءل من ناحية أخرى.. من جهة أخرى، حيث نسمع تصريحات وتعليقات بل وترّهات من إعلاميين ممن يشجعون على احتلال أراضي الغير، والقتل والحصار للشعوب المحتلة، بغرض خلق مجاعة وسط قطع الماء والدواء وكل ما يساهم في إعاشة أفراد الشعب كما في فلسطين، بل ونسمع ما يسبب الغثيان والغضب بل والثورة إلى حد الرغبة في قلع ال(...!!!!) وإلقاءها على شاشة التلفاز الحزين نتساءل ونقول.. «هل الإعلام قوّة ناعمة فقط وسط كلّ هذه الضوضاء والخشونة الواضحة؟!».الإعلام يا سادة؛ قوّة عظمى؛ منها الذي يؤدي رسالته بنعومة وبقوّة أصلًا وفصلًا وغرضًا، نسعى إليه وهو الإعلام... النظيف، ومنها الإعلام الغير؟؟!!. والذي يسعى تحت تعليمات وأوامر من يسيطرون عليه لأغراض (غير سليمة)؛ (هي عبارة تعبت حتى أوجدتها للتعبير، عوضًا عن استعمال ألفاظ وعبارات قد تسبب في عدم النشر تحت دعوى(جرح الشعور العام) المجروح فعلًا مما يرى ويسمع في مناطق مختلفة في الدنيا (خاصة) في خاصرتنا غرب النهر حيث يقلبون الحقائق).الإعلام سيدي وزير التواصل والأخوات والأخوة في الجمع الكريم في ذلك المنتدى هو... (سلاح ذي حدّين).. الحدّ الناعم الذي لا يجرح بل يساهم في تشكيل السّلاح.. سلاح الكلمة ويخطط ويرسم ما يفيد وينقل الحقائق كما هي. يثير الشعوب ضد المحتل لتخرج في الساحات ونواصي الجامعات تهتف للمظلوم وتعري الظالم، وحد السكين الآخر هو (الحدّ الجارح المخرّب)وهو الأكثر نعومة وحدّة و الذي لا يمر على كلمة إلا جرحها ولا على موضوع إلّا قلبه رأسًا على جرح فوق رؤوس المستضعفين في الأرض. هو سلاح بيد الأقوياء جبروتًا وليس الأقوياء حقًا.نتمنى للندوة الكريمة النجاح، وللسيد وزير التواصل الاستمرار في نجاح المساعي التي اختطتها وزارته وهي..."التواصل»، خاصة ما بين المسؤول والمواطن.... وجهًا لوجه. هي سياسة ستلاقي كل نجاح. كذا نتمنى استمرار التواصل بين الأخوة الإعلاميين في الدول الشقيقة لبحث مواضيع أخرى هامة تهم المواطن العربي(الواحد) وعلى رأسها وحدة القرار الفاعل المتجه نحو الهدف الذي ترومه الى جماهير أمتنا العربية تجاه ما تقابله من ظروف قاسية وفرقة، ظروف مفصلية وحساسة ستؤثر على مستقبلها، خاصة في التفرّد في العسف على إخوانهم في فلسطين.كذا العمل على اتخاذ قرارات فاعلة (إعلاميًا) تسهم في تعزيز الوحدة المنشودة.نأمل ذلك وقد تحقق أولى بوادرها... في اجتماع ثلّة من قياديي الصحافة والإعلام في دول عدة في الوطن العربي تحت سقف واحد وفي (الأردن) بيت الكرم والوطنية وموضوعهم هو الإعلام، الإعلام المؤثر. صعب أن ترى مثل هذا الحشد وتستمع إلى كلمات ولو مختصرة عن آراء المتحدثين حول الإعلام الأردني، بل نتعدّى الكلمة لنقول هو الإعلام العربي... بلا رسميات بل بمودة و(عائلية) وفاعلية مطلوبة ومأمولة.ويبقى الإعلام ذا اتجاهين في وصف حدوده تخفيفًا للواقع... «حدّ الورد و حد الشوك»