+
أأ
-

د . انس عضيبات : لا تُسمّم طفلك بِدخانك

{title}
بلكي الإخباري

في منازل عديدة حول العالم، يظل قاتل غير مرئي يخيم في الهواء، مهدداً صحة ورفاهية أطفالنا. على الرغم من الحملات التوعوية العامة المكثفة والقوانين الصارمة، لا يزال العديد من الآباء يدخنون في حضور أطفالهم، مما يؤدي إلى تسميمهم بالدخان الثانوي دون قصد.الدخان الثانوي، المعروف أيضًا بالدخان غير المباشر، هو مزيج قاتل من أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها المئات سامة وحوالي 70 منها يمكن أن تسبب السرطان ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن تعرض الأطفال للدخان الثانوي يكون ضارًا بشكل خاص، حيث يرتبط بمتلازمة الموت المفاجئ للرضع (SIDS)، والالتهابات التنفسية، والتهابات الأذن، وزيادة تكرار وشدة نوبات الربو.تؤكد الدكتورة ليلى الهاشمي، طبيبة الأطفال ومدافعة عن الصحة، على التأثيرات طويلة الأمد للدخان الثانوي على صحة الأطفال تقول: «الأطفال الذين يتعرضون للدخان الثانوي هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى الاضطرابات الإدراكية. التأثيرات ليست فورية فقط؛ بل يمكن أن تستمر وتظهر طوال حياتهم."وعلى الرغم من المخاطر المعروفة، تظهر الإحصاءات اتجاهًا مقلقًا وتُشير الجمعية الأمريكية للرئة إلى أن أكثر من 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-11 عامًا يتعرضون للدخان الثانوي. وغالبًا ما يحدث هذا التعرض في المنزل، حيث ينبغي أن يشعر الأطفال بالأمان.أحد أكثر الطرق فعالية لحماية الأطفال من الدخان الثانوي هو الحفاظ على بيئة خالية تمامًا من التدخين ويعني هذا عدم التدخين داخل المنزل فحسب، بل أيضًا في السيارات والأماكن المغلقة الأخرى. يمكن للسموم الناتجة عن دخان السجائر أن تلتصق بالأسطح والأقمشة، مما يخلق بيئة ضارة حتى بعد زوال الدخان—وهي ظاهرة تُعرف بالدخان الثالث.وقد سنت عدة دول قوانين للحد من تعرض الأطفال للدخان الثانوي فعلى سبيل المثال، يُحظر التدخين في السيارات بوجود الأطفال في العديد من مناطق الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ومع ذلك، فإن التشريع وحده ليس كافياً. هناك حاجة إلى تحول ثقافي حيث يصبح التدخين حول الأطفال غير مقبول اجتماعياً مثل القيادة تحت تأثير الكحول.غالبًا ما يواجه الآباء المدخنون معضلة صعبة العديد منهم على دراية بالمخاطر ولكنهم يكافحون مع الإدمان هناك دعم متاح لأولئك الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين توفر برامج مثل حملة «نصائح من المدخنين السابقين» التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها موارد ودعماً لمساعدة الأفراد على التغلب على اعتمادهم على النيكوتين.علاوة على ذلك، من الضروري أن يلعب مقدمو الرعاية الصحية دورًا نشطًا في توعية الآباء بمخاطر الدخان الثانوي ويمكن للنقاشات المنتظمة خلال زيارات الأطفال تعزيز أهمية البيئة الخالية من التدخين وتزويد الآباء باستراتيجيات لحماية أطفالهم.يمكن للمبادرات المجتمعية أيضًا أن تحدث فرقًا كبيرًا ويمكن للمدارس وإدارات الصحة المحلية والمنظمات المجتمعية التعاون لإنشاء مناطق خالية من التدخين وتعزيز الوعي وحملات التوعية التي تستهدف الشباب حول مخاطر التدخين حول الأطفال يمكن أن تخلق جيلاً أكثر التزامًا بالبيئات الخالية من التدخين.الرسالة واضحة: الدخان الثانوي هو خطر صحي يمكن الوقاية منه وباتخاذ إجراءات حاسمة للقضاء على التدخين حول الأطفال، يمكننا حماية صحتهم ومستقبلهم. ليس الأمر مجرد سياسة؛ بل هو مسؤولية وحب.بالنسبة للآباء والأوصياء، الخيار واضح ولكنه بسيط: لا تُسمّم طفلك بِدخانك وتبنى أسلوب حياة خالٍ من التدخين وضمان مستقبل أكثر صحة وإشراقًا للجيل القادم.