+
أأ
-

حمزة الصباغ : الأمير الشجاع: قراءة في مقابلة الحسين على قناة «العربية» (المشهد الأول)

{title}
بلكي الإخباري

في مشهد مهيب، وإطلالة تبعث في قلب كل أردني العزة والفخر، أطل علينا ولي العهد الأمين؛ سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظهما الله في مقابلة مع قناة العربية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله بن الحسين المعظم سلطاته الدستورية.أمير يجلس بكل ثقة بمكانته في قلوب الشعب الأردني، يخاطب محاوره بكلمة (سيدي)، وأنت سيد الجميع سموك. وحين بدأ مقدم البرنامج سؤاله عن الصعوبات والتحديات التي واجهت الأردن خلال السنوات الماضية، حمل رد سموك الطمأنينة لقلوبنا من خلال إدراكنا بوعيك لكل ما يدور حولنا في المنطقة والإقليم والعالم. وامتزج ردك بكلماتك الأولى بأن (شعبنا واعي)، لأقول لك يا سيدي إن وعي الشعب الأردني استلهمه هذا الشعب من قيادة حكيمة، من الملك المؤسس؛ جلالة الملك عبدالله الأول رحمه الله، ومروراً بمسيرة العطاء والتطور في بناء الأردن من خلال إنجازات جلالة المغور له جدك؛ جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله، ومواكبة لقيادة سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم. أنت يا سيدي؛ نسل هؤلاء الذين قال فيهم الشاعر محمد مهدي الجواهري (يا ابن الهواشم من قريش أسلفوا، جيلاً بمدرجة الفخار، فجيلا).وكم أثلجت صدورنا سموك حين قلت (عنا قيادة بتفكر لبعيد)، وأنتم تعلمون يا سيدي أهمية التفكير الاستراتيجي طويل المدى الذي يستند على التخطيط الصحيح، والذي تجلى من خلال الرؤية الملكية؛ والتي بينها جلالة سيد البلاد في ورقته النقاشية الثالثة في آذار (2013) حين قال «وهذا يتطلب مهارة وخبرة تراكمية في التخطيط وصناعة السياسات وإدارة الجهاز الحكومي، إضافة إلى مهارات الاتصال والتفاوض وبناء التحالفات، والقدرة على بناء التوافقات الضرورية من أجل مجابهة التحديات التي تواجه المواطنين».لقد وصفتم سموك الأردن بــــ (الدولة المتزنة)، وهذا وصف عميق لسياسة الأردن التي انتهجتها الرؤى الملكية المتتابعة في التعامل مع كافة الأحداث الداخلية أو الخارجية. وصدقتم سيدي حين قلتم (بأن الإنفعال والمزاج لا يؤثر على القرارات)، فالدولة القائمة على الحكم الرشيد (Good Governance)؛ هي الدولة التي بناها الهاشميون، وسيستمرون في بناء نهضتها، دولة تستند في تطورها على حكم ثابت الخطى، ومؤسسات قوية، وتشاركية مستنيرة بين القيادة والشعب.وكأنك سموك تخاطب وجدان الشعب الأردني، حين قلتم أن (الناس لا تريد أن تسمع عن التحديات والصعوبات)؛ وهذه هي تركيبة عقل الأردني؛ فهو يميل إلى التفاؤل، وكيف لا يستقى هذا التفاؤل من ابتسامتكم التي أحيت فينا الأمل بأردن أعز وأقوى؛ هذه الابتسامة التي رافقتكم طيلة دقائق هذه المقابلة أضفت علينا ونحن نستمع لسموكم المزيد من شحنات الثقة بأنفسنا وبقيادتنا.ذكرتم سموكم من ضمن الصعوبات التي واجهت الأردن خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية أحداث الربيع العربي (والذي انطلقت شرارته قبل 14 عاماً، عام 2010)، وأسمح لي سموكم؛ فقد كان عمركم حينها ستة عشر عاماً، ومع ذلك فقد راكمت الرؤية الملكية لجلالة سيد البلاد، والتي أمدكم بها، معرفة واضحة ودقيقة بكل ما يحيط بالأردن من تحديات المنطقة والإقليم والعالم. أمد الله عمركم سيدي.وتحليلاً للغة الجسد، اسمح لي سيدي أن أفسر ما رأيته وشعرت به؛ وأحسه معي جل الأردنيين، فحين بدأتم بتعداد ما واجهناه من صعوبات وتحديات؛ من انعكاسات الربيع العربي، والإقليم الذي يرزح تحت نير الحروب والانشقاقات؛ وحين ذكرتم سموكم الحروب التي تحيط بنا من كل الجهات؛ وخطر الإرهاب، فتحتم كفيكم سيدي لتشعرنا بأنكم تحيطون بكل حدود الأردن بكل قوة وثقة وقدرة على مواجهة كل هذه الصراعات. ثم انتقلتم سيدي للحديث عن أزمة كورونا، فنعود كشعب أردني لنفاخر الدنيا بالإدارة الحكيمة إلى قادها سيد البلاد خلال فترة هذه الأزمة من خلال توجيهاته الدقيقة للأجهزة الأمنية والجيش العربي والأذرع التنفيذية للحكومة.سمو الأمير، من كلماتك لمحاورك؛ قلتم له (دور)؛ وهي كلمة أردنية تعني إبحث؛ (ما في دولة مرت باللي مرينا فيه وطلعت بسلام مثلنا). صدقتم سيدي، فنحن؛ وفي ظل القيادة الهاشمية شعب متزن كما وصفتنا، ومن هنا سيدي أؤكد أننا معكم، ومنكم نستقى اتزاننا، ومن ولائنا المطلق لكم نستلهم بقاءنا كدولة تسعى للتطور والإبداع والريادة. أدامكم الله سيدي، وأطال عمركم وعمر سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم. وسلام عليك يا أردن أينما كنت، لأنك فكرة متجذرة في الوجدان. وإلى لقاء قريب في المشهد الثاني من مقابلة سمو ولي العهد على قناة العربية