+
أأ
-

احمد الحوراني : عـمّـان.. قِـــبْـــلَــة الـعـالـم لـنـصـرة غـزّة

{title}
بلكي الإخباري

المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، الذي دعا إليه الأردن ومصر والأمم المتحدة، وسوف يلتئم في عرين أبي الحسين في عمان في ظروف استثنائية بالغة الدقة جرّاء تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، يؤكد حجم المصداقية العالية التي تتمتع بها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي وظّف الدبلوماسية الأردنية والمكانة العالمية للأردن بحنكة وذكاء وبلغة خطاب سياسي وثوابت ومرتكزات استند إليها في جولاته العربية والأوروبية والأمريكية فضلًا عن العشرات من الاجتماعات واللقاءات التي عقدها في عم?ن ومثلها من الاتصالات مع قادة العالم وأصحاب الفكر ورجال الإعلام والاقتصاد، والتي كانت جميعها تصب في خانة إيمان جلالته بضرورة وقف المجازر المروّعة التي يتعرض لها الأشقاء في غزة بصورة لا يمكن السكوت عليها بعدما وصلت إلى حدّ لا تهاون فيه في اتخاذ كافة التدابير التي يجب أن يتحمل فيها المجتمع الدولي مسؤولياته ويُظهرُ ميوله ناحية نُصرة الأبرياء ورفع الظلم عنهم، وفي هذا الصدد حري بنا التذكير بالتحذيرات التي وردت على لسان جلالته والتي سوف لن يقف مداها عند حدود غزة فقط بقدر ما ستمتد لتشمل المنطقة والعالم بأسره.من هنا تأتي أهمية المؤتمر الذي يكتسب زخمًا كبيرًا ويعوّل عليه كثيرًا في سبيل الوصول لوضع حد للحرب الدائرة في غزة منذ ثمانية أشهر، وزد على ذلك أن اجماع العالم على اللقاء في عمان للتباحث في أمر يخص غزة ليؤكد في مضامينه أن كل ما نادى به جلالة الملك قد كان يعبر عن وجهة نظر العالم المجردة لوقف الحرب وأن دعوات الملك إلى جهد دولي وإقليمي وأممي لمواجهة هذه الكارثة كانت دعوات واقعية وقد آن الأوان للعمل من أجل تحقيقها دون تباطؤ أن تلكؤ لأن المنطقة في طريقها إلى مزيد من الخسائر في الأرواح والتدمير الكامل للبنى التحت?ة وكل ما يمت للحياة هناك بصلة، وعليه فإن استجابة العالم للمؤتمر تعكس حالة من الفهم والتوافق المشترك والرفض القاطع لما يتعرض له الأهل في غزة بحاجة إلى وقفة جادة ودعم إنساني دولي واستجابة سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.عمّان كانت وستبقى وجهة العرب وقبلة العالم، وفي الأفق فإن فرصة انعقاد المؤتمر مسألة بل فرصة من غير الممكن تفويتها، والمؤتمرون في عمان لا بد وأنهم سيؤيدون وجهة النظر الأردنية وهم معنيون بمراجعة خطابات جلالة الملك ومباحثاته والثوابت التي تنطلق منها مواقفه التي ظل متمسكًا بها قبل ومنذ بداية الحرب، والتي رأى فيها جلالته بضرورة إيقاف الحرب، وضمان إدامة عمل المنظمات الإنسانية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين والمشردين بلا مأوى، مع تأكيدات الملك وإيمانه بأن الأفق الوحيد الذي ستلوح منه بارقة الأمل في حل يق?ل به الجميع هو الاحتكام إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى سلام على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران سبعة وستين.مؤتمر على قدر من الأهمية والإجماع العالمي يؤكد رسالة عميقة الدلالات مضمونها إن الأردن بقيادة وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني قد نجح في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة السياسة الدولية إذ يكاد يكون جلالة الملك هو القائد العربي الوحيد الذي ما زالت خطاباته وأحاديثه ومقابلاته الصحفية تتضمن الحديث بشكل واضح وصريح الإشارة إلى القضية الفلسطينية والمقدسات، وفي هذا الصدد نعيد التذكير على أن المملكة بقيادة جلالة الملك قد تبنت جميع القرارات الصادرة من المنظمات والهيئات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وشاركت ف? العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمر مدريد وانتهاءً بخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، كما تمسك الأردن بقيادة جلالته بمبدأ حل الدولتين (كما أسلفنا ذكره) الذي رأى فيه جلالته حلاً تقبل به جميع أطراف النزاع ويضمن العيش لأطرافه بأمن وسلام.الحقيقة إذن، عندما يواجه الفلسطينيون شحًا شديدًا في كل المواد الأساسية، ما تسبب بمجاعة وظروف كارثية جرّاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وعندما يقترب العدد من (114) ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو (10) آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وعندما تصمُّ إسرائيل أذانها عن نداءات العالم ولا تلقي بالًا لمطالبة محكمة العدل الدولية بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة، فإن كل ذلك يجعل من المؤتمر فرصة ليس من السهل أن تعود ما يعني أن ا?عالم أمام خيار واحد لا ثاني له وهو إيقاف الحرب رغم أنف اسرائيل.