+
أأ
-

م . باهر يعيش : عندما تتأوّه الطريق!

{title}
بلكي الإخباري

الطريق!!.. وبغضّ النظر عن مكونات سطحها؛ أسفلت أو حجر من محاجر جبالنا أو حتى لو كان في طور الولادة.. ترابي المظهر والمخبر؛الطريق... كائن حيّ مثلنا. تبتسم تضحك تتألّم وتتأوّه. تراها أحيانًا تنوء بأحمال مضاعفة من مركبات، وأحيانًا أخرى (تحكّ)... تهرش (ولا أعرف من أين أتت هذه الكلمة!!) وجهها من ثُلَمٍ ونتوءات أو حفر شوّهت وجهها بفعل فاعل مدد خطًا في جوفها أو بنى حدبات.. في ظهرها طالع نازل بلا إشارة بوجودها أو علامات صفراء مخططة كما في شوارع الدنيا. أحيانًا تسمع صوت أنينها وهي تكظم غيظها بل تشقّ ثوبها من فعل من تحملهم على سطحها وتسير بهم في مركباتهم نحو أعمالهم مساكنهم زياراتهم أو..تسكّعهم فيكافؤونها على نسق... خيرًا تعمل (أحيانًا)...شرًا تلق. هذا الغضنفر... أبو زيد الهلالي يفحّط في مركبته للفت الأنظار بعد نقص يعانيه أو أن يكون قد (حردت منه) سوسو أو فوفو.آخر مهما كان سنّه يفتح نافذته مركبته وهو يقف على إشارة ضوئية حمراء، أو حتى وهو سائر ومزامير مركبته تقرع في نافوخ العباد...بيب بيب بيييييب، يمسح أنفه ويلقي بمنديله على قارعة الطريق في رأس الطريق ورأس العباد من خلفه. آخر يلقي بقمع سيجارته بعد أن (يشفط) سخامها داخل رئتيه؛ يلقي بالقمع الذي يحزن لفراقه، يلقي به من نافذة مركبته فيحرق قلب الطريق والسائقين الآخرين من ذوي محبة المدينة والوطن و..يمضي إبو زيد الهلالي...(سلامه) في طريقة كأن شيئًا لم يكن.آخر و (معذرة من ذوي الإحساس المرهف)؛ لا يطيب له إلا أن ينكش وينظف أسنانه و..يبقّ النتاج سوى عبر النافذة، وربما تحملها ريح لتلصق على مركبة من خلفه أو على ثياب بني آدم يسير بجانب المركبة على الرصيف و...يمضي الغضنفر لاجتماع ما أو مقابلة سمير/سميرة ما، أو يلقي بقايا (ساندويشات) أي(شاطر ومشطور وبينهما..شامخ) بالفصحى. أمّا استعمال الأبواق فجاءة وبغير داع و بشوفينيّة مريضة...فحدّث ولا حرج. أما من يركنون مركباتهم مثنى وثلاث ورباع يفقدون الطريق توازنها ويسجنون السائقين الذين حصروا مركباتهم فيها ويعلم الله ما هي ظروفهم.في يوم كنت أسير على باب المولى عزّ وجل. كانت أمامي مركبة تعليم قيادة المركبات (مدرسة) تعليم السياقة!!!! وما في كلمة (مدرسة)من معاني سامية وراقية. فجأة أُلقيت علبة مشروب غازي فارغة من نافذة من يجلس بجوار السائق اتنطز على الطريق تتقلب كما البهلوان. لم أتمالك نفسي وقد كادت قذيفة المشروب أن تتسرب أسفل إطار مركبتي فغامرت ولحقت بالمركبة، وأشرت لمن فيها بالوقوف ف...وقفوا. تقدّمت بأدب و...وجل(كثير الغلبة) نحو الجالس بقرب النافذة التي ارتكبت من خلالها الجريمة (جريمة إلقاء العلبة التي لم تكن فارغة بالكامل)، كانت السيجارة بيده. وشاب صغير كان يجلس خلف عجلة القيادة (متدرّب)..."مساء الخير»، نظر إليّ باستغراب و من(قفا) عينه..هلا شو بدّك؟!. حضرتك مدرب السياقةبل (مدرّس) السياقة. نعم!!. حضرتك ألقيت بعلبة فارغة على جبين الطريق؟!...اندهش الرجل وغاص في مقعده وتلعثم. حضرتكم تدرسون السياقة، وحسب علمي فإن التدريب نوعان، النظري ويدخل فيه آداب السياقة وأخلاقها وهو الأهم و العملي. ماشاهده الطالب من معلمه وهو القدوة...سيطبقه عندما يصبح سائقًا. إعتذر المعلم وخرج من المركبة والتقط العلبة الفارغة و..مضى بعد أن شكرته لتجاوبه... حيث البعض ممن تنصحهم من رَبع مخالفي الذوق والأخلاق وهم يعتبرون ذواتهم...من أعمدة السياقة. كنت حريصًا و...وجلًا وأنا أتقدم نحوه خشية أن يتلفظ ألفاطًا لا تليق، أو ربما يشير بيده إشارة يخدش لها جبين الطريق.نأتي للوقت الذي تشعر به الطريق بالسرور. عندما يقوم عامل وطن بكنس ما قد يكون على وجه الطريق من غبار حملتها الرياح، أو بقايا قمع سجائر أو ورق أو ربما جزرة أو بقايا عظم جناح دجاجة مشوية أو أو...معلاق. من ناحية أخرى؛ تشعر الطريق بالحبور عندما ينتقل المواطنين من جهة لأخرى عبر ممرات المشاة المطلية بالأصفر لتعليم الممر لمرتاديه، كذا عندما يتقيد مرتادوه بقوانين السياقة و...اللياقة. وتشعر الطريق بالسعادة بعد يوم عمل أدت به واجبها فحملت المواطنين نحو اتجاهاتهم المختلفة.سيداتي سادتي؛...ضعوا أنفسكم في مكان هذه الطريق أو الرصيف (بل كافة المرافق التي تخدمنا)...عاملوها كمخلوق حيّ لديه رهافة الحس والإحساس. عاملوها كما تحبّ أن تُعاموا (بضمّ التاء). فالطريق لديها قلب ومشاعر. تشعر بغضبها عندما تغضب فتغلق عليك مسارك. لا تدعوا الطريق... يغضب