فارس الحباشة : الهدنة ووقف إطلاق النار، لماذا تريد أمريكا إنجاح الصفقة؟

رئيس حكومة «دولة الاحتلال « لم يمل من تكرار اسطوانة « الخطوط الحمر» في مفاوضات وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى.و يماطل نتنياهو، ويلعب على عامل الوقت، والمفاوض من الجانب المقابل، المقاومة وحركة حماس يواجهون ضغوطا من رعاة المفاوضات : امريكا، والراعيين العربيين : مصر وقطر. و اي صيغة نهائية متوقعة للاتفاق مرجح ان تخرج بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس الامريكي نهاية الشهر الجاري. و يحاول نتنياهو ان يظهر في موقف قوي، وان حماس والمقاومة ضعيفة، وان موقفه التفاوضي اكثر متانة وصلابة.و رغم ان اصوات من داخل دولة الاحتلال، خبراء عسكريين وقادة امنيين وعسكريين وسياسيين باتوا يتحدثون بصراحة وقناعة تامة بان نتنياهو لا يريد صفقة، او يريد شبه صفقة.و يقتنص نتنياهو فرصة التفاوض، وفتح ابوابها ومساراتها مرة اخرى لكي يحمل «حركة حماس» مسؤولية التعطيل وافشالها، والتمنع عن ابرامها.و فيما يضع نتنياهو من اليوم الاول العصا في الدولاليب، ويطرح شروطا اضافية على المفاوضات، ويضغط على حركة حماس لتعظيم انجاز اي صفقة مع الحركة. و يقول نتنياهو من اول ساعات اعلان بدء المفاوضات : ان الحرب ستستمر حتى لو تحقق النصر، ولو استغرق الامر وقتا.ويؤكد على تحقيق اسرائيل لاهدافها والقضاء على حماس، وعودة المختطفين، وان غزة لن تشكل تهديدا في المستقبل على دولة الاحتلال.وهي بمثابة المبادئ الاربعة التي اعلن التزامه بها: تحرير اكبر عدد من الاسرى الاحياء، وعودة اسرائيل الى القتل متى تشاء، عدم السماح بعودة المسلحين الى شمال قطاع غزة، واحباط تهريب الاسلحة الى القطاع، وفي اليومين الاخيرين اضاف نتنياهو شرطا معجزا، وهو عدم الانسحاب من خط فلادلفيا ونتساريم. نتنياهو، ذهب الى مفاوضات القاهرة والدوحة تحت ضغط المؤسسة العسكرية « الجيش «. وبدأ كما لو انه محاصر، وعاجز عن رفض الاتفاق والمفاوضات. واضطر ان يقبل بارسال وفد امني اسرائيلي الى القاهرة والدوحة. و يبدو ان علاقة المؤستيين : العسكرية والسياسية في تل ابيب دخلتا مرحلة «عض الاصابع». و التحول الاهم في الجولة الجديدة في مفاوضات وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى، هو الموقف الامريكي، وحيث ان واشنطن ابرمت صفقة مسبقة مع وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت، وتسعى الى محاصرة نتنياهو والقادة السياسيين في تل ابيب، ولفرض معادلات جديدة للتفاوض، توقف عملية التعطيل والرفض التي يحاول نتنياهو ممارستها، ويضع المفاوضات على طريق اتمام الصفقة.وطبعا، واشنطن تبحث عن اتفاق وصفقة لوقف اطلاق النار، ولكنها لا تريد ان تمنح المقاومة اي نصر، ولا حتى لحلفائها في الاقليم.و ميدانيا، تدرك واشنطن ويدرك صناع القرار السياسي في « البيت الابيض» ان وقف اطلاق النار على جبهة غزة، يعني اقليميا وقفا لاطلاق النار على جبهات اخرى، وهي الجبهات : اللبنانية واليمنية، والعراقية.و كم حاولت واشنطن ان تضبط جبهة الجنوب اللبناني، وان تمنع اسرائيل وتهور وجنون نتنياهو من اشعال حرب كبرى. وتعلم واشنطن علم اليقين في حسابات عسكرية وامنية واستراتيجية دقيقة ان الحرب على جبهة لبنان ستكون خطرا على امن ومستقبل اسرائيل.و اليوم، ما هو حقيقي في الاقليم بزوغ وولادة قوى اقليمية جديدة وازنة ومؤثرة عسكريا، وراسمة لاستراتجيات جديدة. وفيما لا تريد واشنطن ان تعترف به، ولا تريد ان تتعامل سياسيا مع وحدة وترابط لساحات وجبهات المقاومة، ووفقا لمعادلة اقليمية جديدة.الرياح في الشرق الاوسط لا تسير كما تشاء امريكا. ودعوة اردوغان الى المصالحة مع سورية، والحديث السياسي المتبادل بين البلدين نحو انسحاب تركي من شمال غرب سورية. والتفاهم السوري / التركي وانهاء الوجود العسكري التركي في الشمال السوري، يعني بداية نهاية وجود امريكا على الارضي السورية. و يبدو ان هناك تفاهمات سورية وتركية غير معلنة حول المسألة الكردية والقوات المسلحة الكردية. وذلك، حتما يضع واشنطن ما بين «فكي كماشة «. وان حاولت اعادة احتواء اردوغان، والزامه بالتراجع عن تنازلات في العلاقة مع سورية. امريكا تراجعت عن انسحاب قواتها من العراق. وفي مفاوضات واشنطن لترتيب الوجود العسكري الامريكي في العراق، فان مسؤولين عسكريين امريكان ابلغوا العراقيينانهم لا يستطيعون التخلي عن الخدمات اللوجستية لوجودهم العسكري في العراق، ولضمان دعم قواتهم العسكرية في سورية، وكما انهم لا ينوون الانسحاب من سورية.و ما يتضح اكثر اقليميا، ان واشنطن تدفع وتبحث في لحظة اقليمية ملحة عن اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة، واتفاق يعارض ما يطرحه نتنياهو، ولكنه لا يمنح للمقاومة نصرا يذكر



















