لما جمال العبسه : هل لدى نتنياهو نية حقيقية لإنهاء مقتلة «غزة»؟

لا زالت كلمة رئيس حكومة ما تُسمى بدولة اسرائيل بنيامين نتنياهو امام الكونجرس الامريكي ولقاءاته في واشنطن محط الأنظار والمراقبة لمعرفة الى اين تصل بالنازي نتنياهو المراوغة واللعب على ورقة صفقة تنهي الحرب الوحشية في قطاع غزة، كما لا تزال التحليلات والتوقعات حول لقاءاته سواء مع الرئيس الامريكي جو بايدن او المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والتي بالمناسبة كانت فيها دعوات صريحة بضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة وتم التطرق الى المجازر التي تمارس يوميا هناك.سواء كان الرئيس الامريكي الجديد جمهوري او ديمقراطي فهم موالون دائما لدولة الكيان الصهيوني التي تعتبر امتدادا للامن الامريكي في المنطقة بحسب وجهة نظرهم، لكن واشنطن بدأت تستشعر بخطر الدعم المطلق والكامل وغير القابل للنقاش لهذا الكيان من داخلها، الا انها لا تستطيع سوى ما هو قائم حاليا، وترى انه لا بد من انهاء الحرب في القطاع لحفظ ماء وجهها على المستوى العالمي فلم يعد مقبولا استمرارها في نهجها الدفاعي والاعمى عن المجازر الحاصلة في القطاع ولو شفهيا، فلابد لها من ان تميل عن نهجها المعتاد بإدانة افعال الجيش الصهيوامريكي في القطاع وعمليات التدمير العشوائية التي طالت كل شبر فيه، فقد استنفدت الادارة الامريكية الحالية كل آليات دفاعها عن الافعال المشينة التي تقوم بها هذه الحكومة الفاشية سواء في القطاع او الضفة الغربية على حد سواء، وتعلم تماما ان كل ما تقوله في دفاعاتها اصبح مملا للسامع وغير منطقي ابدا، عدا عن ذلك تصرفات الفاشي نتنياهو واسلوب ادارته لهذه المقتلة واطلاق يد اليمين المتطرف في الضفة الغربية وإجراء القتل هناك، كلها أفعال تحرج الادارة الامريكية الحالية.اما على مستوى ابرام صفقة تنتهي بها المقتلة في القطاع، فان نتنياهو سيد المراوغة في هذا العالم الواسع، فهو يقفز كل يوم من شرط الى اخر كي يخرج بشروط لصفقة تتناسب معه، وتبقيه على كرسي الحكم اطول فترة ممكنة، ليشكل بذلك حرجا اخر لكنه اكبر للادارة الامريكية التي تريد ا ن تكون عراب الصفقة الوحيد وتثبت انها رمانة ميزان هذا العالم.اخر ما خرج به الفاشي نتنياهو هو استعادة المحتجزين لدى المقاومة وتسلم قادتها واعدامهم في اسرائيل ومعاودة الحرب هناك، وهذه الشروط التي يتحدث عنها يوميا، ويتأمل من المقاومة الموافقة على هذه الشروط على اساس ان يفصل كما يشاء وتوافق واشنطن وتلبس المقاومة الفلسطينية.ان عودة نتنياهو الى تل ابيب ونتائج رحلته لن تكون افضل مما سبق هذه الزيارة، فهناك من يتوقع ان يستمر فيما يسميه الضغط العسكري على المقاومة، وزيادة عدد المجازر اليومية التي يوقم بها الجيش الصهيوامريكي هناك، بل وزيادة عمليات هذا الجيش الدموي في الضفة الغربية، لقتل اكبر عدد من الفلسطينيين قبل انتهاء هذه المجزرة غير المسبوقة.ان تحقيق اي تقدم في صفقة تبادل عادلة تحمي الحق الفلسطيني وتوقف الحرب الدموية في القطاع، لابد وان تكون من الداخل الاسرائيلي، وهذا امر يحتاج وقتا والواضح انه ليس طويلا في ظل توسع الاحتجاجات ضد هذا الفاشي وحكومته المتطرفة، التي لا تخجل من ذكر هدفها القذر المتمثل في قتل الفلسطيني اينما وجد، وهو بالمناسبة امر يرفضه الاسرائيليون العلمانيون.كما ان تحقيق هذه الصفقة سيكون في عملية عكسية لما يقوم به هذا الجيش الفاشي من خلال زيادة عمليات المقاومة الناجحة في القطاع والضفة على حد سواء والتي جاءت حصيلتها المادية والمعنوية على هذا الجيش اكبر بكثير مما توقعه.لنرَ ما ستأتي به الايام المقبلة التي قال نتنياهو انها الفترة التي تحتاجها الصفقة كي تنضج من وجهة نظره، هذا على اعتبار ان المقاومة الفلسطينية ستستسلم وتسلم له ولحكومته المتطرفة



















