أ.د صلحي شحاتيت : الأخلاقيات… ركيزة لاستقرار المجتمع وتقدمه

"في عالمٍ يشهد تزايدًا مستمرًا في الابتكارات وتسارعًا في الإنجازات، يظهر غياب الأخلاقيات كإحدى أبرز المشكلات التي تواجه القطاعات المختلفة حول العالم. فالأخلاقيات ليست مجرد إرشادات أو مبادئ نظرية؛ بل تمثل العمود الفقري للسلوك السليم، وتعمل كبوصلة تُوجه الأفراد والمجتمعات نحو التصرفات الصحيحة، مما يحقق لهم شعورًا بالأمان والثقة.فعلى سبيل المثال، في مجال البحث العلمي، تُعتبر الأخلاقيات الأساس الذي يبني عليه الناس ثقتهم في المعرفة العلمية ومستقبلهم. وعندما يتخلى الباحثون عن النزاهة ويميلون إلى التلاعب أو التزوير، يتزعزع الإيمان بهذه الأبحاث، ويصبح التقدم العلمي مهددًا. أما في المهن الطبية، فإن تراجع الأخلاقيات يشكل خطرًا على حياة المرضى، حيث قد يتحول هدف الرعاية الصحية من حماية المرضى إلى استغلالهم أو الإهمال في حقوقهم. وبالمثل، فإن أخلاقيات التعامل الإنساني تلعب دورًا أساسيًا في حفظ كرامة الأفراد؛ وعند غيابها، قد يتحول التعاون إلى استغلال، وتنعدم الثقة بين الناس.إن بناء مجتمع قوي ومستقر يتطلب الالتزام بالأخلاقيات كركيزة أساسية. فهي الأساس الذي يضمن تماسك المجتمعات واستقرارها. وبدونها، قد تكون الإنجازات المادية هشة، وعُرضة للانهيار أمام أي أزمة.



















