+
أأ
-

د.محمد خير الضمور : “الانتخابات الأمريكية: من الأقرب للفوز، وما تأثيراتها المحتملة على العالم والشرق الأوسط؟”

{title}
بلكي الإخباري





تُعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية حدثًا محوريًا ذو تأثيرات بعيدة المدى تتجاوز حدود الولايات المتحدة، خصوصًا في مناطق الشرق الأوسط والعالم. ومع احتدام المنافسة بين المرشحين، تتجه الأنظار إلى من سيكون الأقدر على إقناع الناخب الأمريكي، وسط عوامل داخلية وخارجية تؤثر على هذا السباق المصيري.





تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين المرشحين، حيث يعتمد ترجيح الفوز على عوامل تتعلق بالاقتصاد والسياسة الخارجية والأمن القومي. قد يميل الناخبون إلى المرشح الديمقراطي لاهتمامه بقضايا التعاون الدولي والتعددية، بينما يُعزز المرشح الجمهوري موقفه من خلال تركيزه على الاقتصاد الداخلي والأمن.





التغيرات العالمية المتوقعة





في حال فوز المرشح الديمقراطي، قد تتجه السياسة الأمريكية نحو تعزيز التعددية الدولية وإعادة الانخراط في الاتفاقيات العالمية، مما قد يساهم في تخفيف التوترات مع الحلفاء التقليديين، وتعزيز التعاون الدولي حول قضايا مثل التغير المناخي والتجارة الحرة. من المتوقع أن يدعم هذا التوجه استقرار الأسواق العالمية، مما يسهم في إنعاش الاقتصاد العالمي.





أما إذا فاز المرشح الجمهوري، فمن المحتمل أن تتبنى الولايات المتحدة سياسة “أمريكا أولاً” بوضوح أكبر، مركزة على الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على التجارة الدولية. ورغم أن هذا التوجه قد يزيد من قوة الاقتصاد الأمريكي داخليًا، إلا أنه قد يؤدي إلى زيادة الاحتكاكات التجارية مع دول كبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي، مما قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي.





التغيرات المحتملة في الشرق الأوسط





في حال فوز الديمقراطيين، قد تنتهج الولايات المتحدة سياسة تركز على التهدئة الدبلوماسية في الشرق الأوسط، مما يشمل احتمالية العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، ما قد يسهم في تخفيف التوترات الإقليمية. كما قد تسعى الإدارة الديمقراطية لتعزيز الحلول السلمية في النزاعات القائمة مثل الأزمة السورية واليمنية بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين والأمم المتحدة.





في المقابل، إذا وصل الجمهوريون إلى البيت الأبيض، فمن المرجح أن يتمسكوا بسياسة “الضغط الأقصى” على إيران، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة. كما يُتوقع أن يدعموا التحالفات الإقليمية الجديدة، مثل اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، مما يعزز علاقات إسرائيل الإقليمية، ولكنه قد يفاقم من الاستقطابات السياسية في المنطقة.





نقد استراتيجي





رغم اختلاف أساليب الحزبين في تنفيذ السياسات، تبقى الولايات المتحدة متمسكة بمصالحها الاستراتيجية طويلة المدى، كحماية الاقتصاد وأمن الطاقة. يميل الديمقراطيون إلى التعامل بطرق دبلوماسية، بينما يعتمد الجمهوريون على العقوبات والضغوط الاقتصادية. وبغض النظر عن الحزب الحاكم، يظل الشرق الأوسط منطقة حيوية في السياسة الأمريكية.





الخلاصة





تُظهر التحليلات أن نتائج الانتخابات الأمريكية قد لا تغيّر من طبيعة المصالح الأمريكية، لكنها قد تُعدّل من أدوات السياسة الخارجية وطرق التنفيذ. وفي هذا السياق، تظل السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والعالم محكومة بمصالح بعيدة المدى، قد تدفع إلى تعزيز التعاون الدولي أو اتخاذ مواقف صارمة.
د.محمد خير فيصل الضمور