محمد عبد الجبار الزبن : الختمة الملكية في جامعة الزرقاء.. قرآن يُتلى ونفوس تسمو

انطلقت الختمة الملكية للقرآن الكريم عام: 2017م. بمبادرة ملكية أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله ورعاه- فجاءت المبادرة لتعزز الشأن الإيمانيّ في نفوسنا جميعا، من خلال توسيع الاهتمام بقراءة القرآن الكريم في مساجدنا، حيث سارعت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية منذ انطلاقة مبادرة الختمة الملكية بالتفاعل معها، وحثّ الأئمة والمؤذنين بتكريس الجهد والوقت اللازمين لتنفيذ المبادرة التي تعنى بختمة شهرية أو في مدة شهرين في كلّ مسجد من مساجد المملكة. وفي الآونة الأخيرة كثفت وزارة الأوقاف د?ئرة الاهتمام بالمبادرة.وممن تفاعل مع المبادرة الملكية، جلّ كليات الشريعة في جامعات المملكة، فكليات الشريعة هي الرافد العلميّ الشرعيّ فائق الاعتبار، الذي يغذّي مجتمعاتنا العربية والإسلامية، بل والعالم، بالكفاءات العلمية التي تُعنى بدراسة الشريعة الإسلامية في وسطية وسماحة معهودة في التشريع الإسلاميّ، والنأي عن التشدد المقيت، والتعصب الأعمى.ومن هنا نجد تنفيذ المبادرة الملكية لختمة القرآن الكريم، يأخذ جانبا مهما في تعزيز منظومة الأمن والأمان رديفا للجانب الإيمانيّ في الختمة القرآنية، وقد برز لنا أنموذج رائع يستحقّ الثناء من ناحية، وإلقاء الضوء على التفاعل مع المبادرة الملكية، ويتمثل الأنموذج بجامعة الزرقاء الخاصّة، فقد تمّ اختيار ذكرى ميلاد جلالة المغفور له، بإذن الله تعالى، الحسين بن طلال طيب الله ثراه، موعد تنفيذ وانطلاق الختمة الملكية فيها، وبذلك جمعت هذه الجامعة الكثير من المحاسن في هذه الخطوة الرائدة، وليس غريبا فجامعة الزرقاء إحدى منارات?العلم في وطننا العزيز.والختمة الملكية للقرآن الكريم، مبادرة تفتح الآفاق لأجيالنا من خلال الاجتماع على قراءة آيات القرآن تتلى، ونفوس تسمو بالمودة والألفة والمحبة والإخاء وأداء الواجب تجاه الخالق والبلاد والعباد، ضمن تعاليم القرآن السمحة.فكم هو جميل تنفيذ الختمة القرآنية، بأن نخصص المكان والزمان والجهود المتخصصة المبذولة لمبادرة مباركة، حيث.. ومن خلال كلية الشريعة في جامعة الزرقاء والمركز الثقافي فيها ومختبرات التلاوة، سيتمكن العديد من طلاب وطالبات، الجامعة ومن كافة التخصصات، حضورَ ساعات محددة ضمن برنامج محدد، يتيح قراءة ختمتين في آن واحد إحداهما للذكور والأخرى للإناث كلّ على حدة، مما يزيد من الأجر والمثوبة.ويأتي الحديث عن الختمة الملكية التي كانت بطلب من كلية الشريعة وبإيعاز من رئاسة الجامعة بالموافقة وتهيئة الإمكانات المتاحة والتشجيع والتعزيز، يأتي ذلك بعد قرابة أسبوع من إقامة الملتقى العلميّ في الجامعة الذي كان بشراكة بينها ويمثلها في ذلك كلية الشريعة وبين وزارة الأوقاف ممثلة بمديرية أوقاف محافظة الزرقاء، تحت رعاية معالي وزير الأوقاف محمد الخلايلة، وكان تحت عنوان: «الهدي النبوي في تعزيز الأمن المجتمعي». وشارك في الملتقى نائبا عن كل من مفتي عام المملكة ومفتي القوات المسلحة ومفتي الأمن العام.إنّ مبادرة الختمة الملكية، تعدّ فرصة جليلة مباركة لنا جميعا، لقراءة ختمات متكررة للقرآن الكريم في مساجدنا وجوامعنا وجامعاتنا، ليكون النور القرآني هاديا لنا إلى كلّ التعاليم السمحة التي جاءت من عند الله تعالى.فالقرآن يأمرنا بالإيمان، وبحبّ الأوطان، وبالإخاء بين بني الإنسان، واحترام الآخرين، وأن نترك أثرا طيبا لنا أينما حللنا أو ارتحلنا، وأن نبتعد عن كلّ ما يؤذينا أو يؤذي غيرنا، كما أنّ الختمة القرآنية تسمو بالنفوس بعيدا عن القلق والأرق



















