بلدة الربة محافظة الكرك ..

على هذه الأرض المغمورة بأشعة الشمس التي لم تتبدل منذ الأزل، تقف الربة شاهدة على حكايات أمم عبرت، تركت بصماتها بين الحجارة الصامتة. هنا، حيث الزمن يبدو كأنه توقف، تتعانق الأقواس الحجرية مع بقايا الأعمدة العتيقة، كأنها أسرار دفينة تبوح بها الرياح لزائريها.
تُحدثك الجدران عن مجد مدينة كانت تعج بالحياة، عن تجار القوافل الذين عبروا شوارعها، وعن صلوات ارتفعت في كنائسها البيزنطية العريقة. يطوف خيالك بين تفاصيل النوافذ المزخرفة، فتشعر وكأنك تعود قروناً إلى الوراء، إلى حقبة كانت الربة فيها قبلة للحجاج والمسافرين، على طريق الملوك.
وتحت السماء الزرقاء الممتدة بلا نهاية، تعلو حكايات الماضي فوق ركام الحجارة المتناثرة وكأنها خلفية لوحة زيتية بشبعة بالحب. هنا تختبئ عظمة الحضارة في كل زاوية، ويهمس كل حجر باسم أجيال مضت، تاركة إرثاً يبعث الحياة في روح المكان.
الربة ليست مجرد أطلال؛ إنها رواية مفتوحة، يقرأها كل من يمرّ بأرضها، ويسمع صدى الماضي في حاضرها، ويلمس فيها طيف الحضارة الذي لا يمحوه الزمن.
بلدة الربة في محافظة الكرك، جنوب الأردن، تُعتبر شاهداً حياً على عراقة تاريخ الأرض الأردنية وعمقه. كانت الربة تُعرف في العصور القديمة باسم "أريوبوليس" (Areopolis)، والتي تعني "مدينة الإله آريوس" في العصر الروماني والبيزنطي. شكلت هذه البلدة مركزاً حضارياً مهماً في المنطقة، نظراً لموقعها الاستراتيجي على طريق المواصلات القديمة التي ربطت جنوب بلاد الشام بمصر والجزيرة العربية.
توثيقالإرثالمعماري
عن : مديريةثقافةالكرك















