+
أأ
-

أ. د. كميل موسى فرام : وسيبقى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية مصدر فخر لوطنهم وأمتهم

{title}
بلكي الإخباري

تميز الخطاب الملكي بافتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة بمضمون ورسائل ملكية ترسم حدود الحاضر والمستقبل، اعادة تأكيد على ثوابت انشاء الدولة الأردنية، وقدرتها على مواجهة التحديات بسبب ايمانها الراسخ بقيم العدالة والمساواة والانتماء، فالفقرة عنوان هذه المقالة «وسيبقى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية مصدر فخر واعتزاز لوطنهم وأمتهم» لتعيد التذكير وتأكيد أهمية الدور الحيوي للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمختلف تصنيفاتها للحفاظ على سلامة هذا الوطن؛ للحفاظ على حدوده من أي عبث أو اقتراب والمحافظة على سلمه الداخل? الذي يعطي المناعة والطمأنينة لكل عاشق للحياة على تراب الأردن الغالي، فقد عُرف عن هذا الوطن منذ تأسيس الدولة الأردنية بأنه بلد سلم وسلام وأمان، وهذا الشعار لن يتحقق على أرض الواقع بغير جهود يبذلها أبناء هذا الشعب، وللتوضيح فنحن مطالبون جميعا بدعم قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية لأداء مهمتها التي تمنحنا الجرعة الكافية من الاطمئنان.عناصر الحياة الكريمة على مستوى الفرد والعائلة والوطن بصورته الأشمل، متعددة ولا يمكن حصرها، لكنها تترتب بأولويات حسب المقدرات، لكن هناك أولويات أساسية تمكننا من الانتقال على سلم الرفاهية والحياة الكريمة والتي تترجم حميم العلاقة بين المواطن والأرض بقدسية ولا أروع، وتبدأ هذه الأولويات بتوفير متطلبات الأمن والسلم والسلام، والتي لا يمكن تحقيقها بغياب جيش مدرب قوي وأجهزة أمنية محترفة، يمثلان الدرع الأمينة والواقية من صدمات الزمن، عنوان مهم لكل عدو خارجي أو داخلي بسراياه إن وجدت بالتفكير مليون مرة ومرة قبل المغام?ة بالاقتراب من كفن الموت الذي ينتظره، مهما كانت المساحات والامكانات، فالمراهنات على انتماء هذا الشعب وصلابة قواته المسلحة وأجهزته الأمنية يحكيها تاريخ التضحيات، كيف لا ومعظم المنتمين والمنتسبين هم النخبة من أبناء هذا الوطن والذين اختاروا المغامرة للحفاظ على سلامة أردننا الغالي، فكل منهم يعرف بداخله أنه مشروع شهيد لأجل هذا الوطن؛ لن يساوم ولن يهادن مع كل من تسول نفسه بفكرة الاقتراب والعبث بنظرية الأمن والأمان التي توفر لنا الحرية والحياة الكريمة، بل وأصبح وطننا ملجأً للآخرين الذين فقدوا في بلادهم فرصة العيش?وبعيدا عن صراعات التهديد والقتل على أسس افتقدت لأدنى مبادئ البشرية.يأتي تأكيد سيد البلاد على دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وضمن فقرات خطاب العرش ليكون عنوانا مهما بأجندة المؤسسات المختلفة؛ التشريعية والتنفيذية، ليبقى هذا الجهاز الحامي للديار والضامن للاستقرار، فعناصره المدربة باعتباره أحد جيوش المنطقة المنظمة والمنتمية والتي تمتلك مهارات المحافظة على النظام، تجعل منه جيشا قويا استحق موقعه بأحقية، ولعلني أذكّر على هامش هذه الجزئية بأخبارنا شبه اليومية التي تجسد بطولات حرس الحدود مثلاً بالقبض على المهربين وتجار المخدرات الذين يحاولون تسويق سمومهم بهدف الجشع والكسب على?حساب هذا الوطن وشعبه، فالتضحيات تتعدى حدود ذكر الأمثلة، لأن ذلك واجب وطني واعتداء على حدود هذه الدولة ومقدراتها، والتي تستوجب الرد الحاسم من المختصين، بطريقة مماثلة لحرفية الكشف عن الجريمة.هناك تأكيد بالمضمون على العروبة الصادقة النابعة من روح السماحة التي يتمتع فيها سكان هذا البلد العظيم، الذي يؤمن بالتشاركية والتعددية والاعتدال، لا يقطع الأمل ولا يصرف الوعود، بل يؤمن بالعمل على أرض الواقع ضمن الامكانات المتوافرة، وله في ذلك رسالة واضحة وحكمة ترصف الطريق باعتماد كل يوم من أيامه بداية لمستقبل نصنعه بإيمان وعزيمة ثبات، يترجم النوايا الساكنة في العقول، لأنه يؤمن بأننا جزء مهم من هذا العالم وعلينا واجب المحافظة على هذا الجزء ضمن المنظومة المحيطة، فلن نسمح لأحد بالاقتراب من أرضنا أو العبث بمقدرا?نا أو المساومة على حقوقنا، بل ولن نسمح بالتمادي مهما كانت أشكاله ولن نكون وكلاء للغير لفرض شروط أو نقل رسائل، نحن مهد التسامح والصدق والأقدر على تقدير مصالحنا التي لن نساوم عليها بل ولها أولوية مقدسة بأجندتنا على مختلف المستويات، فمحاولات الضغط والابتزاز سيكون مصيرها الفشل لأن صلابة هذه الأرض من إيمان ساكنيها، والقيادة الهاشمية لهذا الوطن قد منحته مناعة وقوة ضد التحديات، وعلى من اختلط عبث أفكاره بأوهامه أن يراجع ذاته وقراءة تاريخ هذا الحاكم والشعب، ليدرك مدى الانسجام والتلاحم.احترام هذا الوطن لذاته واستقلاله ممثلا بقيادته وشعبه، ليس دعوة أو رسالة تضمنها البعض، بل هي سلوك فطري يدعمه التركيب الجيني للفرد الأردني منذ التكوين والولادة، فمؤشرات التحليل تبرهن صفاء الوفاء والانتماء، رسالة أمينة لاحترام الذات، لن تتغير فقراتها أو دستوريتها مهما حاول البعض التشكيك أو اظهار غيرة مشكوك فيها، لن يصيبها الوهن أو المرض، فنحن شعب عظيم نعيش فوق أرض مباركة، وقد أقسمنا بلسان واحد عهدا أمام الله والقائد، بأننا الأوفياء والمخلصون لخدمة هذا الوطن ونقوم بالمهمة الموكلة لنا بأمانة وخير قيام، وللتذكير?فهو المحتوى لقسم ممثلي الشعب ببداية مشوارهم الرقابي كسلطة تشريعية، فكان لهم فقرة واضحة من الخطاب الملكي لهذه الجزئية، وعلينا واجب مهم بقرع أجراس التذكير لمن شرد بأفكاره السطحية وراهن بأن نؤكد دور القوات المسلحة الأردنية وما تقوم به من جهود على كافة الأصعدة والتي تنطلق من الثوابت الأردنية الوطنية الهاشمية التي جاءت من أجل إحلال الأمن والسلام والطمأنينة وتحقيق المعاني السامية، ويمثل جسرا داعما للأشقاء في الوطن العربي الذين يتشاركون معنا بنفس الهموم، فدور الجيش العربي الأردني هو دور وطني وإنساني وقومي.ربما تأكيد الثوابت ضرورة حتى يستوعبها البعض بسبب ضيق المساحة التي يفكر فيها، فنحن شعب قد أقسمنا بأن لن نسمح لأحد بالعبث بالمحتوى أو المضمون لقدسية الدولة الأردنية، لأن الاولوية واضحة وخارطة الطريق تحكي خطواتها، لن نسمح بفرض شروط أو أمر واقع أو فتح صفحة من التحديات يدون فيها فكره بلغته وطريقة تفكيره، فهذا الأردن العظيم هو الثابت، ومن يجتهد لحبه واستقراره فهو مرحب به، وحذاري من الاقتراب من محرماته؛ مراجعة التاريخ بحديث صفحاته تحكي قصة بناء الأردن، والاعتداء على رجل الجيش أو الأجهزة الأمنية ضرب من الجنون واقت?اب من المحرمات التي توصل منفذها لمقصلة الموت بأطرافه، فجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية مصدر فخر واعتزاز لوطنهم وأمتهم.. وللحديث بقية