+
أأ
-

يزن الشمايلة يكتب : راجي يكمل مسيرة والده طبيب الفقراء

{title}
بلكي الإخباري

الكركُ تبكي زِيادَها، وعميدَ أطبائِها، ولكنَّ الّذي خَلَّفَ ما مات، فَراجي يُكملُ مسيرةَ والِدِه ويَكتُبُ سيرةً نُباهي بها الدّنيا.









أيُّ وجعٍ هذا الّذي لا زالَ يَسكُنُ العابرينَ والمارِّينَ عبرَ طريقِ المستشفى الإيطاليّ، وهم يَسترقونَ النَّظرَ عن يمينِهم وعن شمالِهم، لِلبحثِ عن طبيبِ الفُقراءِ ومُعجزةِ الأطبَّاءِ، راعي الفَزعةِ وطبيبِ الكَرَكيَّةِ كُلِّهم (عطوفة المرحوم الدكتور زياد عبد الرحيم الشمايلة).





أيُّ الرِّجالِ أنتَ أبا راجي، وأيُّ سُمعةٍ تِلكَ الّتي تَركتَها خَلفَك، وأيُّ تِركةٍ تِلكَ الّتي نالَ كُلُّ الكَرَكيِّينَ منها نصيبًا، بِذِكرياتهِم وبذلكَ الماضي الّذي غَرستَ فيهِ شَجرةَ العَطاءِ لكُلِّ مَنزِلٍ أُردنيٍّ.





زِيادُ يا زِياد، وحقًّا إنَّ لكلِّ إنسانٍ مِن اسمِهِ نَصيبًا، فَكنتَ زِيادَ خيرٍ، وزِيادَ عطاءٍ، وزِيادَ مُنجَزٍ، وزِيادَ خُلُقٍ، وزِيادَ عِلمٍ، وزِيادَ محبَّةٍ.





لقد كُنتَ وحدَكَ -يا سيّدي- مَن شَكَّلَ حالةً استثنائيَّةً فيما استَطعتَ أن تُخلِقَهُ مِن حالةِ جَذبٍ ومحبَّةٍ، جَعَلتكَ مِحوَرَ سُكّانِ الجَنوبِ وليسَ الكَركِ وحَسب؛ لِتُصبِحَ أيقونةَ الطِّبِّ وأستاذَهُ و”وَزيرَ الشِّفاءِ” -بَعدَ إذنِ الله- في “حكومةِ الأمراضِ”.





عَديدةٌ تِلكَ القِصَصُ الّتي يَرويها سُكّانُ الكَرك، ما دَفَعَني لِلتَّفكيرِ في إعدادِ كِتابٍ يُجمَعُ فيهِ قِصَصُ عَطائِكَ ومُنجَزاتِكَ وإنسانيَّتِكَ.





وبالفِعل، الّذي خَلَّفَ ما مات.
اليَومَ وأنا أُشاهِدُ أحدَ أَشبالِكَ سَعادةَ الدُّكتور راجي، استشاريَّ أمراضِ الأعصابِ، والَّذي شَكَّلَ -هوَ الآخَر- حالةً ليست بِالطَّبيعيَّة، إذ لا يَلتزمُ بِساعاتِ عَملِهِ المُخصَّصَةِ، بَل يَبقى لِساعاتٍ وأيّامٍ دونَ مُقابِل، يُلبِّي الخِدمةَ ويَفرِضُ احترامَهُ، ويُسَخِّرُ عِلمَهُ وخِبرَتَهُ في عِلاجِ المرضى. وما جَعَلَني أَنصَدِمُ بشكلٍ أكبر، أَنَّهُ كانَ يَذهَبُ لِلمرضى في مَنازِلِهِم دُونَ أن يُطلَبَ مِنهُ ذلك، لكنَّهُ تَذَكَّرَ أَنَّهُ يَحمِلُ تِركةَ العَطاءِ مِن والِدِهِ المَرحومِ سَعادةَ الدُّكتور زِياد.





ولأنَّهُ “راجي”، كانَ يَرجو رِضا اللهِ ورضا والِدَيْهِ، شاءَ القَدَرُ أن يَنالَ رِضا المُجتَمَعِ بِأَكمَلِهِ؛ لِيُصبِحَ عَلامةً بارِزَةً في عالَمِ الطِّبِّ، يُزاحِمُ مُنجَزاتِ والِدِهِ وَيَسعى لِترسيخِ مَبادِئِهِ الإنسانيَّةِ.





امضِ أيُّها الشِّبلُ، فَطريقُ والِدِكَ المَرحومِ مَحفوفٌ بِالمُنجَزاتِ ومَكسيٌّ بِالعَطاءِ.
امضِ وتَذَكَّر أنَّكَ تَحمِلُ تِركةَ عَميدِ أطباءِ الأُردنِ وسَفيرِ مُنجَزِهم والدِكَ المَرحومِ.
امضِ أيُّها الفارِسُ وارفَعْ رايةَ عَشيرَتِنا، وتَرَبَّعْ على عَرشِ مُنجَزِ شَبابِها، وَاتركْنا نُغنِّي بِمُنجَزاتِكَ.
امضِ أيُّها الشَّهْمُ، فَلَكَ أشِقَّاءُ يُزاحِمونَ كافَّةَ ساحاتِ العَطاءِ ويَلبَسونَ ثَوبَ مُنجَزِ والِدِكَ.





رحِمَ اللهُ شَهيدَ أطباءِ الأُردنِ وجعَلَ الجَنَّةَ مَثواهُ.