+
أأ
-

فلسطينيات : هذه فلسطين التي تطلق النار على نفسها هل هي حقا فلسطين التي نعرفها ؟!

{title}
بلكي الإخباري

بقلم : الكاتب الصحفي خالد عيسى










منذ فترة وأنا أتابع عن بعد جرائم العنف والقتل في فلسطين الأم .. ومع كل حادثة قتل تجري في المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر تصيبني حالة من عدم التصديق ان هذا الجزء من فلسطين وهو انقى وأطيب ما فينا والذي عرفته عن قرب وأتساءل كيف له ان يكون بهذه القسوة ليطلق النار على قلبه الأخضر.. هذا القلب الذي عرفته عن قرب اثناء زيارتي لفلسطين .. هل هذه فلسطين حقا التي عرفتها في الجليل وحيفا وعكا والمثلث والنقب وكل المدن والبلدات الفلسطينية التي رأيت فيها قلب فلسطين الطيب الذي منحني حبا فلسطينيا نادرا مازال الى اليوم يعيش معي في غربتي الاسكندنافية ..
من اين لهذه فلسطين وقلبها الأخضر كل هذه القسوة المباغتة لكي تقتل نفسها بهذه البشاعة التي تصيبني بالحيرة مع كل جريمة قتل اراقبها عن بعد واتفرج على دمنا المراق بأيدي فلسطينية تقتل أهلها وتفتك بنفسها في هذا الانتحار اليومي الفلسطيني الذي ينمو كالسرطان في مجتمعنا الفلسطيني الذي أتقن فن البقاء في بلاده رغم كل المحاولات الإسرائيلية التي مورست عليه من الحكم العسكري الى قانون القومية الأخير .. ولكنه صمد وبقي شوكة في حلق عدوه على مدى اكثر من 72 عاما من سياسة التذويب والعنصرية الصهيونية ..
ماذا أصاب هذا الجزء من فلسطين والذي كان أجمل ما فينا في هذا التشرذم السياسي الفلسطيني في فلسطين الضواحي حول فلسطين الأم والتي هي جوهر قضيتنا الفلسطينية منذ نكبة 48 ..
ما تواجهه فلسطين الأم هذه الأيام هو امر اكثر من خطير لم يعد السكوت عنه ممكننا حين يتعرض الامن الاجتماعي الفلسطيني الى الخطر وخصوصا هذا الجزء الغالي من فلسطين الذي هو نصفنا الباقي على أرضه وهو بالتالي مفتاح عودتنا في مواطنة يجب ان نستعيد حقوقنا في بلادنا التي انتزعت منا ..
ان ترك مجتمعنا الفلسطيني في أيدي مجموعة من الزعران والعصابات التي ترعاها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو حرب مفتوحة على مليون ونصف مليون فلسطيني من أهلنا المزروعين في ارضهم بصلابة السنديان يسعى اليمين الإسرائيلي العنصري الى تفتيت النسيج الاجتماعي الفلسطيني الذي بقي متماسكا رغم كل محاولات زرع الفتن الطائفية والعشائرية في بلادنا ..
هذه فلسطين التي تقتل نفسها ليست فلسطين التي نعرفها هي وقلبها الأخضر الطيب !
لاتقتلوا أجمل ما فينا في فلسطين اتركوا لنا في فلسطين ما نحبه ونشتاق له !