أ. د. اخليف الطراونة يكتب : ▪️السردية الإسرائيلية بعد حرب “طوفان الأقصى” ودور الأردن في تعزيز الرواية الفلسطينية

شكّلت حرب "طوفان الأقصى” التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023 نقطة تحوّل حاسمة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فقد أحدثت العملية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية تحولاً كبيراً في السردية الإسرائيلية حول الصراع، وكشفت تناقضات وأكاذيب روايتها التقليدية التي كانت ترتكز على "الدفاع عن النفس” و”التفوق الأمني”. في الوقت نفسه، لعبت دول إقليمية، خاصة الأردن، دوراً محورياً في إبراز الرواية الفلسطينية وتحدي السردية الإسرائيلية أمام العالم.السردية الإسرائيلية خلال حرب "طوفان الأقصى” :-1.طالما قدمت إسرائيل نفسها كدولة تتمتع بتفوق أمني واستخباراتي لا يمكن اختراقه، إلا أن نجاح المقاومة الفلسطينية في تجاوز الحدود وتنفيذ عمليات عسكرية نوعية ضد أهداف إسرائيلية واسر عدد من الجنود والمستوطنين أدى إلى زعزعة هذه الرواية. أظهر الهجوم ضعف منظومة الدفاع الإسرائيلية، ما أثار تساؤلات داخلية ودولية حول مدى مصداقية إسرائيل في تبرير ممارساتها كجزء من "الحفاظ على الأمن”.2. أعادت إسرائيل تفعيل سردية "الضحية” بعد الهجوم، مركزة على مقتل وإصابة مئات المدنيين الإسرائيليين، لكنها واجهت تحديات كبيرة مع ارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي العشوائي على قطاع غزة. تقارير إعلامية وحقوقية دولية كشفت عن استهداف البنية التحتية المدنية، ما أضعف محاولات إسرائيل للظهور بمظهر الطرف الأخلاقي في الصراع.3. التلاعب بالحقائق وترويج الأكاذيب .ركزت الدعاية الإسرائيلية على اتهام المقاومة الفلسطينية بارتكاب "جرائم ضد المدنيين” و”استخدام الدروع البشرية”، لكنها لم تتمكن من تقديم أدلة مقنعة لهذه الادعاءات. في المقابل، نجحت الرواية الفلسطينية في إبراز معاناة المدنيين الغزيين، خاصة مع صور الأطفال والنساء تحت الأنقاض.دور الأردن في تعزيز الرواية الفلسطينية :1. التحرك السياسي والدبلوماسياتخذ الأردن بقيادة جلالةالملك عبدالله الثاني مواقف واضحة تدعم القضية الفلسطينية. ركزت الدبلوماسية الأردنية على إيصال الرواية الفلسطينية إلى المحافل الدولية، مشيرة إلى أن ما يحدث في غزة ليس مجرد رد فعل أمني إسرائيلي بل هو انتهاك منهجي لحقوق الإنسان ويشكل جريمة حرب.2. الإعلام الأردني والرأي العام .لعب الإعلام الأردني دوراً بارزاً في نقل الصورة الحقيقية لمعاناة الفلسطينيين. ركزت القنوات المحلية والصحف على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية، ما ساهم في تعزيز الرواية الفلسطينية ونقلها إلى الجمهور العربي والدولي.3. الدعم الشعبي والدينيانطلاقاً من وصاية الأردن على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ركزت الرواية الأردنية على ابراز أهمية المسجد الأقصى في الصراع، وأبرزت الهجمات الإسرائيلية على المصلين والرمزية الدينية للهجوم.باختصار ،أظهرت حرب "طوفان الأقصى” أن السردية الإسرائيلية التقليدية لم تعد مقنعة كما كانت من قبل، خاصة في ظل صعود الرواية الفلسطينية المدعومة بالمواقف الإقليمية والدولية. كان الدور الأردني مهماً في إيصال صوت الفلسطينيين والدفاع عن عدالة قضيتهم، ما يبرز أهمية تكامل الجهود بين القوى الإقليمية والشعب الفلسطيني لمواجهة الدعاية والأكاذيب الإسرائيلية



















