البداوة لا تاريخ لها … كاتب سوري يثير جدلاً واسعاً بإساءة مباشرة للبدو

أشعل الكاتب والمؤرخ السوري فراس السواح، مؤلف كتاب "الوحي والنص"، جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والفكرية بتصريحاته المثيرة للجدل حول علاقة البداوة بالحضارة والتاريخ رصدها موقع بلكي نيوز . فقد صرح السواح بأن "البداوة لا تاريخ لها"، وأن البدو يعيشون حياة ثابتة لا تتطور عبر الزمن، مستشهداً بمثال يشبه بين بدو الألف الثالث قبل الميلاد وبدو القرن العشرين.
ففي كتابه الأخير "الوحي والنص"، وفي تصريحات صحفية مصاحبة له، أكد السواح على وجهة نظره القائلة بأن البداوة نمط حياة يفتقر إلى الديناميكية والتطور. فقد صرح قائلاً: "عندما أتحدث عن الحضارة والتاريخ، فأنا لا أشرك البداوة معهما. إن البداوة لا تاريخ لها، وما أن تدخل أي جماعة دورة الحياة البدوية حتى تبقى فيها دون نزوع نحو التغيير أو التبديل".
وأضاف السواح أن البدو يلتزمون بطريقة حياة تقليدية ثابتة، حيث لا يتغير نمط حياتهم، ولا ملابسهم، ولا حيواناتهم، ولا حتى شرائعهم عبر آلاف السنين. وشدد على أن هذه الثباتية تمنع البدو من المساهمة في بناء الحضارات أو المشاركة في التطور الإنساني.
وأثارت هذه التصريحات موجة واسعة من ردود الأفعال المتباينة. فقد اعتبر بعضهم أن هذه التصريحات تعكس نظرة أحادية الجانب للبداوة، وأنها تقلل من قيمة التراث الثقافي للشعوب البدوية. بينما رأى آخرون أن تصريحات السواح تعكس حقيقة تاريخية، وأن البداوة كانت نمط حياة يعتمد على التكيف مع البيئة الصحراوية القاسية، مما أدى إلى ثبات نسبي في نمط الحياة.
وأعرب عدد من الخبراء في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا عن آراء متباينة حول تصريحات السواح. ففي حين أكد بعضهم على وجود عناصر من الثبات في الثقافات البدوية، إلا أنهم أشاروا أيضاً إلى وجود تغيرات وتطور في هذه الثقافات عبر الزمن. كما أشار بعض الخبراء إلى أن تصنيف جميع المجتمعات البدوية ضمن نمط واحد قد يكون تعميماً مبالغاً فيه، وأن هناك تنوعاً كبيراً بين هذه المجتمعات.
















