+
أأ
-

علي البلاونة : قرارات ترامب والتأثيرات الجيوسياسية

{title}
بلكي الإخباري

أعلن الرئيس ترامب عن سلسلة من القرارات الاقتصادية التي ستؤثر على الأمن الجيوسياسي للعديد من دول العالم، فقد فرض التعريفات الجمركية على كندا والمكسيك والصين وهو أوسع عمل حمائي يتخذه رئيس أمريكي منذ ما يقرب من قرن من الزمان، فهذا التحرك يهدم الاتفاق الإقليمي الذي يشكل أساس القدرة التنافسية العالمية والقوة الاقتصادية للولايات المتحدة.هذه القرارات ستدخل حيز التنفيذ، منتظرا ردود سريعة وعاجلة من قبل هذه الدول التي سارعت بإتصالات وعقد لقاءات مع أعضاء في الإدارة الأميركية، فقد أعلن ترامب عن رسوم جمركية شاملة بنسبة 25? على الواردات من كندا والمكسيك، مع استثناء بنسبة 10? فقط للطاقة الكندية، مهاجما الفكرة الأساسية القائلة بأن الحواجز التجارية المنخفضة تفيد الاقتصادات.وإن إعلانه عن رسوم جمركية بنسبة 10? فقط على السلع من الصين، أكبر منافس اقتصادي للولايات المتحدة، لن يزيد إلا قدرا كبيرا من الارتباك الجيوسياسي.لقد استفادت الشركات الأميركية لعقود من الزمن من التحالف الاقتصادي بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والذي أسس سلاسل توريد متكاملة للغاية تستغل مزيجًا نادرًا من الابتكار الأميركي، وثروة الموارد الكندية، والعمالة منخفضة التكلفة في المكسيك.وجاء ذلك كما تصفه بلومبيرغ على حساب وظائف التصنيع في الولايات المتحدة وساهم في تدهور المجتمعات التي ركز عليها ترامب سياسيًا منذ عام 2016 - حيث خاض حملته الانتخابية على أساس وعود بإعادة وظائف المصانع إلى الوطن ووصف التعريفات الجمركية كعلاج شامل للأمراض التي تتراوح من أزمة المخدرات إلى الدين الوطني المتضخم.وتحدث ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ومن المقرر أن يجري مكالمة هاتفية مع المكسيك. وقال ترامب «لا أتوقع أي شيء دراماتيكي للغاية. لقد فرضنا تعريفات جمركية. إنهم مدينون لنا بالكثير من المال، وأنا متأكد من أنهم سيدفعون». كما كرر ترامب تحذيره للاتحاد الأوروبي من أن التعريفات الجمركية «ستحدث بالتأكيد»، مشيرًا إلى العجز التجاري الكبير مع الكتلة.هذا التصعيد السريع في التوترات التجارية عبر الأسواق ساهم بإنخفاض الأسهم في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة حيث أعاد المستثمرون تسعير توقعات أرباح الشركات وحفزت المخاوف من أن يؤدي الإجراء إلى تأجيج ضغوط الأسعار ارتفاع العائدات على سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين. فقد هبط الدولار الكندي إلى أضعف مستوياته منذ عام 2003 وسجلت عملات الأسواق الناشئة بما في ذلك البيزو المكسيكي خسائر أيضًا وقفز مؤشر بلومبرج للدولار بنسبة 1.3?، ليتداول بالقرب من أعلى مستوى في عامين، قبل تقليص بعض التقدم.لقد دفعت أكبر رسوم جمركية كندا والصين والمكسيك إلى الإعلان عن إجراءات انتقامية، حيث لم يهدد ترودو فقط بفرض رسوم جمركية على المشروبات والبوربون الأمريكية، مهددا بإجراءات محتملة أخرى على المعادن الحيوية التي تحتاجها الولايات المتحدة. وقد يؤدي هذا إلى تصعيد من جانب الولايات المتحدة، حيث تضمنت الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب بندًا انتقاميًا يمنحه مجالًا لزيادة معدلات التعريفات الجمركية بشكل أكبر.كما أثار انتقادات من الشركات والاقتصاديين الذين يرون أن هذه الخطوة ستؤدي إلى حرب تجارية غير ضرورية ولن تؤدي فقط إلى زيادة الأسعار في الولايات المتحدة بل ستقلل من النمو وتلعب لصالح أكبر منافس اقتصادي لأمريكا.سياسات ترامب ستؤدي الى تغيير في التحالفات الجيواقتصادية والسياسية العالمية، وستدفع نحو تحالفات جديدة، وستكون الصين الرابح الأكبر من هذه الإجراءات، وقد تؤدي الى حدوث صعوبات عديدة أمام العديد من الشركات الأميركية التي تعتمد على الأسواق الخارجية