+
أأ
-

محمد صبيح : مرحلة وسخة .. والزمن غدار!!

{title}
بلكي الإخباري

• ملاحظة هذه القصة ليست من (وحل الخيال) وكل من يشعر أنه مقصود فيها.. فهذا يعني أنه هو المقصود فيها! كان أحدهم ولنفترض أنه من (أصحاب الملايين) الشريفةِ والعفيفةـ.. ويسكن في أحد ( الأحياء) الراقية بعيدا عن (الأموات) غير الراقية، ولنفترض أيضا ً انه كان يقتني كلبا من فصيلة (البول دوج) الشهيرة بالشراسة والتياسة ،..وقد أفنى الأول على هذا الأخير الكثير من الدولارات في دوراتٍ عديدة تعلم فيها على أيدي أفضل المهرةـ في فنون القتال والعض والرض ْوكيف يمسح بالخصوم الأرضْ.. وكان يشرف على غذائه أخصائيين في هذا المجال حتى أصبح كالبغال، وأصبح جبارا عنيف، شرسا مخيف.. (المهم ) وفي يوم من أيام الربيع الوادعة أحب (الكلب) أن يتجول بدون قيود صاحبه في المدينة الواسعة ولا سيما أنه قد أحس بسبب سفر صاحبه بالكآبة ، وبات يعاني من الرتابة، وهكذا اخذ يتجول في الطرقات ويخطو بخُيلاء واعتداد إلى أن قادته خطاه إلى حي ٍ شعبي يتناثر كالثواليل على كتف مدينته النظيفة، ودلف إلى سوق ٍ ضيق ٍ تعبق الروائح الكريهة من جنباته الضيقة ، ويمتلئ كعلبة (بولوبيف) بأناس لم يرى (الكلب) من قبل مثلهم بثيابهم الرثةْ ووجوههم الصفراء وشعورهم الكثةْ.. وأصواتهم البدائية وهم يتصايحون ويعرضون بضاعتهم القليلة للبيع والشراء، وما هي إلّا خطوات عَبَرَ بها الزقاق ،حتى لاحظ خوف الجميع منه وذعرهم، والرعب الذي اجتاحهم ، فما كان منه إلا أن أزداد ثقة بنفسه وواصل دربه وهو ينظر للجميع بازدراء ورأسه في السماءْ.. ولكن لفت انتباهه وهو يعبر السوق المخنوق جثة قط ٍ يشخُر وهو في (سابع نومه)على طرف الرصيف وكان يبدو الهزال الشديد عليه ولا يكاد يفتح من الجوع عينيهْ وكانت كل وساخة السوق بادية عليه،فما كان من هذا (الكلب) إلا أن ركله بقدمه وقال له: افتح الطريق لسيدك يا تافه، رفع النائم نصف عينه ونظر إليه ثم تمتم بصوت مبحوح وغليظ وهو يشعل سيجارة نصف مستخدمة: يا فتاح يا عليم.. كافينا شرك يا شاطر وخلي الواحد يدور ع رزقه .. ردعليه(الكلب) باستهزاء: رزقك إجاك لعندك والله لعرفك قيمتك يا واطي ،عض الهزيل على صفار سيجارتهِ وسحب نفسا قويا وقال : حلفتك بالله تبعد بلاك عني يا كلب بطلنا (هالدوواين) من زمان، وخلينا بأكل العيش أرجوك ياأبن الناس ..! زمجر صاحبنا ( أو للدقة صاحبهم) وهجم عليه، فما كان من هذا الأخير إلا أن زاغ منه بخفةٍ غريبة ثم صفعه على وجهه صفعةً شديدة وقع (الكلب) على الأرض مشدوها من شدتها.. تماسك أخيرا ونفض ثيابه الأنيقة وهو يقول : بتوخذني ع غدرة يا مجرم يا حقير والله لأمسح البلد فيك يا أجرب يا (داون تاون) وعاد ليهجم عليه مستخدما فن (الكونغ فو) الذي يحمل حزامه ال (10 دان) على وسطه .. فتلقاه هذا الأخير بصفعة أخرى وأضاف إليها لكمة على عاتقه كادت أن تخرج من علائقه !..ولكن (الكلب) لم يستسلم "وهو الخبير بفنون القتال والمتعود على الفتك بأقوى الحيوانات واشد الرجال"، فكشر عن أنيابه الزرقاء وطار في الهواءِ وقفز على عنقه قاصدا ذبحه من الوريد للوريد..وإذ به يتفا جئ بسرعة انسيابه من يديه وبضربة على وجهه أعمت عينيه، وسقط مغشيا عليه، ثم حمله و"شحطه" إلى خارج السوق ورماه كخرقة باليه.. وهنا وقف ال (بول دوج) والدم يتنافر من فكه المكسور والخزي على مُحياه وقبل أن يجرجر أذياله قال : تسمح لي بسؤال ؟ رد عليه (صاحبنا) أحكي واختصر .. فقال له : أنا أشرس كلب في المنطقة ورايح دورات جد أبوك ما شافها أو سمع عنها، ومعاي شهادات بكل فنون القتال ومفتتوت علي فلووس بتطعمي كل أهلك ، وأنت ضعيف وتافه وشكلك مش لاقي اللقمة .. ممكن أفهم كيف تغلبت علي، ومن وينلك هالمروه ؟ ضحك الهزيل ضحكة صفراء وبانت أنيابه المخلوعة وأقترب منه وقال بحسرة: ولك أطّلع بوجهي كويس يا كلب .. ولك أنا مش (بسه) يا بغل .. أنا أصلي (نمر) بس المرحلة وسخه والزمن غدار !! محمد صبيح كاتب وسينارست