+
أأ
-

محمد مشرف يكتب ...( مئوية الدولة ونقابة المعلمين )

{title}
بلكي الإخباري





نقابة المعلمين ليست طارئة على المعلم الأردني وأول من طالب بإنشاء نقابة للمعلمين كما هو حق كل الجهات المهنية بتشكيل نقابات لهم هو الحزب الشيوعي الأردني كما ورد في برنامجه السياسي الأول عام 1951 وتتوج الحراك بين المعلمين مع مشاركة الأحزاب القومية بقيام نقابة المعلمين بعد صدور الدستور بتاريخ الثامن من كانون الثاني عام 1952 والمتعارف عليه بدستور الملك طلال وبسبب مطاردة كل من الشيوعيين والقوميين من قبل الجنرال البريطاني كلوب باشا وإسناده للإخوان المسلمين انتخب الأستاذ الأخ المسلم عبد خلف الداؤدية نقيبا للمعلمين

كان راتب المعلم حينها 12 دينارا فطالبت النقابة بزيادة رواتب المعلمين لكن طلبها رفض فأعلنت الإضراب حيث وقفت الجماهير بما فيهم تلاميذ المدارس لجانبها حيث كان المعلم حينها قائدا تربويا وسياسيا ورائدا له الثقل الاجتماعي الأول وبسبب هذا الإضراب تمت زيادة رواتب المعلمين بنسبة 50 % لكن الوقت لم يطل حيث صرح رئيس الوزراء سمير الرفاعي بقوله ( إما أنا او نقابة المعلمين ) وقام بحل النقابة .

وبدأ حلم المعلمين يتجدد مرة أخرى بالمطالبة بالتراجع عن قرار حلها دون فائدة .

بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1968 بادرت إسرائيل رأسا لتهويد المناهج الدراسية فكان أن تصدى لخطتها المعلمون وعلى رأسهم الشيوعيون والبعثيون حيث قامت قيادة الحزب الشيوعي بتكليف الرفاق محمد سعيد مضية وسليمان النجاب ومحمود شقير لتشكيل نقابة للمعلمين للتصدي لعملية التهويد والجدير بالذكر هنا ان معظمهم قد خرج من سجن الجفر بعد الاحتلال مباشرة وكلفهم الحزب بالذهاب إلى الضفة لتثبيت الناس في الارض وعدم النزوح منها فقامت دولة الاحتلال بإبعاد عدد من الشيوعيين أذكر منهم الاساتذة خليل السواحري وإبراهيم عياد ( ابو نهرو ) ورضوان الخراز وعدد من البعثيين كان ابرزهم الاستاذ شريف حلاوة .

قمنا باستقبالهم في عمان وقررنا إنشاء إتحاد للمعلمين وشكلنا مكتبا تنفيذيا كان لي شرف تولي سكرتيريته واتخذنا من مبني لجنة إنقاذ القدس التي كان يرأسها سليمان النابلسي مقرا وضم المكتب في عضويته أيضا محمد عبد الحي طه وليلى نفاع وسهيلة البهلوان وعلي الهناندة وعزت الدريدي وتم تشكيل لجان المحافظات والألوية واذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر الاستاذ احمد يوسف أمين عام حشد لاحقا وعبلة أبو علبة الأمين العام الحالي لحزب حشد ورباب سليمان النابلسي ورباب الكيالي ورغدة الزوايدة ورافع الهنداوي وتيسير درايسة ومحمد الزعبي وكنا نصدر بيانات المطالبة بإتحاد للمعلمين وما يتعلق بها من نشر لكن الابرز كان جمع عشرات الآلاف من تواقيع المعلمين والأمر الذي لا بد من الإشارة إليه هو وقوف الاخوان المسلمين ضد مطالبنا لدرجة رفضهم التوقيع على عرائض المطالبة والتحريض على عدم توقيعها بل ومنع المعلمين من الدخول إلى المدارس التي يتولون إدارتها .

إضافة لما سبق ارسلنا الوفود للدول العربية والأجنبية للإلتقاء بنقابات المعلمين وشرح مطالبنا إضافة لتوضيح ما يقوم به الإسرائيليون من تغيير مضامين الكتب المدرسية .

واستندنا لمقررات مؤتمري وزاراء التربية والتعليم العرب في كل من بغداد والخرطوم لإسناد مطالبنا العادلة .

كان رد الحكومة خاصة منذ عام 1971 نقل المعلمين الناشطين نقلا تأديبيا وتقديم البعض للمحاكم العرفية حيث تم الحكم بالسجن ثلاث سنوات على الرفيق أحمد جرادات وبسنتين للمعلم حسين النشاش

واستمر العمل في صفوف المعلمين لم يتوقف فبادرت الحكومة لتشكيل نقابة معلمي المدارس الخاصة التي كانت عونا لأصحاب المدارس على المعلمين بفعل تصميم مجلس إدارتها ..

لم يتوقف الحراك ابدا لكن الحكومة بدات باستخدام قانون الإحالة على الاستيداع ضد المعلمين الناشطين التي كان من ابرزها إحالة الرفيقة ادما زريقات والتي نتج عنها مسيرة عمان الكرك والتي سميت مسيرة ( أدما ) فتجدد الحراك ووصل لذروته حتى تم صدور قرار حكومة معروف البخيت في الموافقة على إنشاء النقابة وتتويج القرار بقانون اصدره مجلس النواب بتاريخ 25 أيلول عام 2011

إن إنشاء نقابة المعلمين لم يأت منة من أحد بل جاء نتيجة نضالات تراكمية قام بها أكثر من رعيل من المعلمين الأشاوس اما الإدعاء بأنها وليدة أمس الربيع الكاذب فما هو إلا مجرد لغو لا يمر إلا على من لا يعرف عن تاريخ بلاده شيئا ..