فارس الحباشة : هل أعلن نتنياهو الحرب على الأردن ومصر والسعودية؟

نتنياهو العائد للتو من واشنطن، دعا الى اقامة دولة فلسطينية في المملكة العربية السعودية.وعلى اعتبار أن تكون دعوة ترامب قد بحثت في لقائه مع الرئيس الامريكي ترامب. في الرياض كانت ردة الفعل عاصفة، وهناك سياسيون سعوديون وجدوا أن دعوة نتنياهو بمثابة اعلان حرب على المملكة. تزداد أيضا المسألة بحثا وتعقيدا في ضوء تكرار تصريحات وزراء اسرائيليين قالوا : من يريد انشاء دولة فلسطينية، ليفعل ذلك على ارضه.ومن الواضح أن تصريحات نتنياهو سبقتها تصريحات نارية للرئيس الامريكي ترامب هدد فيها بقطع المساعدات الامريكية عن الاردن ومصر إذا ما رفضتا خطته بشأن غزة واستيعاب اللاجئين الفلسطينيين.وسعوديا، فان ترامب يحاول الاصرار على التطبيع بين السعودية واسرائيل، ولكن دون شروط السعودية باقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وحل الدولتين.يبدو أن ترامب ينثر تهديداته على دول الاقليم دون استثناء. ما يثير كثيرا من المخاوف والهواجس ما وراء سياسة ترامب في الشرق الاوسط، وماذا يرمي وراء تحالفه المفتوح مع نتنياهو؟ولم يعد يخفى أن المؤسسة الدينية اليهودية تظهر بين فترة واخرى خرائط جديدة للشرق الاوسط، وخرائط من ادراج كتب التوارة والانجيل، وتعيد تقسييم وتفكيك الاقليم على ضوء السردية والرواية التوارتية الصهيونية.وفي مصر سرت أخبار امس تناقلتها وسائل اعلام عن ارجاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته المقررة الى واشنطن للقاء الرئيس الامريكي ترامب.وعلى الحدود المصرية الشمالية مع رفح وغزة نقلت صور وفيديوهات لحشود عسكرية مصرية. وهي بمثابة رسالة مصرية عاجلة الى واشنطن وتل ابيب، وترفض اي مشروع للتهجير نحو الاراضي المصرية، وباعتبارها ردا رادعا على الخطة الامريكية / الاسرائيلية، ومشروع ترامب في غزة. نتنياهو يلعب على تغيير وتفكيك الخرائط في الشرق الاوسط. وفي سورية فرض الاحتلال الاسرائيلي الجديد واقعا جيوساسيا على شكل منطقة عزل في العمق الجغرافي السوري.واسرائيل ما زالت تقصف وتنفذ اهدافا عدوانية في الداخل السوري، وقد زالت الحجة والذريعة التي كانت تسوقها اسرائيل لضرب قيادات ومقاتلين من ايران وحزب الله. واما الان، فماذا يضربون في سورية؟وطبعا، السيناريو ذاته يحاول نتنياهو سحبه الى لبنان. واستدارة الفرجار وتوسيع المنطقة العازلة في الجنوب اللبناني، وما بعد نهر الليطاني.الادارة الامريكية لطالما روعت دول الاقليم من الغول الايراني. وترامب قال : لولا امريكا لكانت ايران قد التهمت الدول العربية. ولكن، اليوم، الغول الايراني انسحب من الاقليم، وانحصر نفوذ طهران، بعد سقوط النظام السوري السابق، والضربات القاصمة والقاسية التي وجهتها اسرائيل الى محور المقاومة في لبنان وغزة.ترامب يبدو أنه يجهل تاريخ الشرق الاوسط. ولا يدرك ما هي حساسية المواقف الاردنية والمصرية والسعودية من القضية الفلسطينية، وارغامات التهجير والوطن البديل، وحل الدولتين.جاريد كوشنر، صهر ترامب كان اول من قدم نصائح الى ترامب ونتنياهو، وقال إنه قادر على تنظيم الاوضاع في فلسطين. واقترح نقل الناس الى صحراء النقب وتطهير المنطقة. ولفت الى أن عقارات غزة ذات الواجهة البحرية الخلابة قد تكون ذات قيمة عالية.فلسطين المحتلة والاقليم امام سيناريو امريكي واسرائيلي لتغيير الشرق الاوسط، وسيبدأ التغيير بالتفجير الداخلي والتهجير، وتغيير هوية الارض



















