+
أأ
-

حسين الرواشدة يكتب:كفى تشكيكاً : الدولة الأردنية لا تقايض

{title}
بلكي الإخباري

‏ ‏باسم الأردنيين ، قال الملك : لا للتهجير ، هذا الموضوع انتهى ، ولم يعد مجالا للنقاش العام او التفاوض السياسي ، بوسع الذين مازالوا يشككون بهذا الموقف ، أو يغمزون فيه ، سواء في الداخل أو الخارج ، أن يفحصوا انتماءهم لبلدهم وعروبتهم ودينهم ، معقول يتجرأ أحد التيارات السياسية في بلدنا على إصدار بيان بعد قمة الملك مباشرة ، يحذر فيه الدولة ، بالنيابة عن الشعب الأردني ، من مقايضة السيادة بالمساعدات ، دون أن يشير في بيانه إلى موقف الأردن والملك من هذه القضية المحسومة ب(لا) كبيرة ، ودون أن يبادل موقف الأردن والملك التقدير والتأييد والاعتزاز، ألا يستدعي مثل هذا الإعلان الذي تزامن مع هجمة خارجية ضد بلدنا ، من الذين اطلقوه ان يعتذروا ، ومن الجهات المسؤولة ان تسألهم وتحاسبهم؟ ‏لا مجال اليوم للمواقف المزدوجة ، أو الاختباء تحت عباءة الأردنيين لتوجيه السهام نحو الدولة والنظام السياسي ، لا مجال للاستقواء، باسم أي تنظيم أو قضية ، على هوية الأردن ومواقفه، إما أن تكون في صف الدولة ومع قرارها وخيارها بلا مواربة، وبدون استخدام " تُقية" سياسية، وبدون عملية توزيع ادوار مكشوفة ومغشوشة، وتعلن ذلك بكل ما تتطلبه الظروف من وضوح ومباشرة، ومن صدق وصرامة، وإما أن تكشف عن وجهك الحقيقي ، وتعلن انحيازك لأي مشروع آخر تتبناه وتدافع عنه، او ان تصمت ، على الأقل، حتى تمر هذه المرحلة ، نحن في لحظة تاريخية سقطت فيها كل الأقنعة، ويجب أن نتوقف فيها عن كل المجاملات والمداهنات ، بقي ، فقط، أن تكون مع الأردن او أن لا تكون. ‏الأردن في مواجهة مشروع كبير يستهدف تصفية القضية الفلسطينية على حسابنا ، موقفنا واضح : لن نقبل ذلك ولن نكون جزءا منه ، أولوياتنا هي حماية الأردن والدفاع عن مصالحه العليا ، صحيح نتحدث بخطاب عقلاني، وبمنطق السياسة الحكيمة التي تعرف توازنات القوى في العالم ، وتدرك ما تملكه من أوراق وأدوار لدخول سباق المسافات البعيدة في معركة سياسية شرسة ، بدأت ، ومن المبكر التكهن بموعد حسمها ، لكن الصحيح ،أيضاً، الأردن ما زال وسيبقى قوياً صامداً لن يخون تاريخه ، ولن يفرط بمصالحه، ولن يتنازل عن حق أشقائه في تقرير مصيرهم. ‏دعونا ، منذ أكثر من سنة، إلى وحدة الجبهة الداخلية والخطاب الوطني، ذكّرنا ، مراراً ، أن ساعة الحقيقة دقّت ، وأنه لا يجوز لأي تيار سياسي أردني أن يغرد خارج السرب الوطني ، الاجتهاد الخطأ لا يختلف احيانا عن الخيانة ، لكن البعض ، للأسف ، حاول أن يلعب على أوتار غزة المنكوبه، أو يركب على ظهر القضية الفلسطينية ، نحن جميعا مع فلسطين وحق شعبها في إقامة دولته ، الأردن قدم ما لم يقدمه أحد من مساعدات وتضحيات من أجل ذلك. ‏الآن ، يبدو أن المسألة لم تكن "رمانة وإنما قلوب مليانة" ، بعض الخطابات وصلت إلى حد تخوين البلد ، وتبادل الأدوار لإضعافه والتشويش عليه ، آخرها هجمة ما بعد لقاء الملك - ترامب ، وحملة حرف البوصلة ضد موقفنا من التهجير، حصل ذلك باستخدام التشتيت للتوافق الوطني ، والتشكيك بقدرة الدولة الأردنية على مواجهته، من يقول غير ذلك فليراجع مضامين هذه الحملة التي تولتها مليشيات إعلامية معروفة لبث السخط بين الأردنيين ، وتحريضهم على بلدهم ، وانتزاع أي إنجاز يصب في رصيده.‏يدرك الأردنيون أن بلدهم يواجه موقفا صعباً، وأن الصخرة التي تتكسر عليها محاولات استهدافهم هي صلابة جبهتهم الداخلية ومنعتهم الوطنية، لديهم القدرة على مواجهة أعداء الخارج ، ويملكون ما يلزم من أوراق لإدارة معركتهم السياسية ، لديهم عنوان واحد هو (مصلحة بلدنا)، يبقى ، فقط ، أن نتكاتف -الدولة وقوى المجتمع المؤمنة بها والحريصة عليها - لردع محاولات النخر في عصبنا الوطني ولجم الأصوات النشاز التي تصرخ في وجوهنا لاختطاف الدولة بعناصر قوتها ، وتستبسل لوضعنا في دائرة الاتهام لنبقى منشغلين بالدفاع عن أنفسنا ، هؤلاء نقول لهم : الأردن سينتصر ، ولن يسامحكم الأردنيون أبداً .