فوضى النشرات الجوية في الأردن إلى متى ؟

يشهد الأردن خلال فصل الشتاء حالة من التوتر والقلق بسبب كثرة النشرات الجوية المتضاربة، والتي تصدر عن عدد كبير من الهواه ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي . هذه الظاهرة، التي تحولت إلى ما يشبه "سوقاً مفتوحاً للنشرات الجوية"، تتسبب في حالة من الهلع والفوضى، وتؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني.
وتتمثل المشكلة الرئيسية في كثرة عدد الراصدين الجويين في الأردن، والذي يقدر بالآلاف وكل راصد جوي او هاوي يقدم تحليلات وتوقعات خاصة به، وغالباً ما تكون متضاربة ومتناقضة. هذه النشرات المتضاربة تخلق حالة من الارتباك والقلق لدى المواطنين، الذين يجدون صعوبة في تحديد مصدر المعلومات الموثوق به.
وتتسبب النشرات الجوية المتضاربة في حالة من الهلع والفوضى في الأسواق، حيث يتهافت المواطنون على شراء المواد الغذائية والوقود وتخزينها تحسباً لحدوث عواصف ثلجية أو ظروف جوية سيئة ويؤدي الهلع إلى خسائر اقتصادية كبيرة، حيث تتضرر القطاعات التجارية والسياحية والنقل بسبب التوقف المفاجئ للأعمال والأنشطة.
بالاضافة لذلك يعاني المواطنون من حالة من التوتر والقلق النفسي بسبب حالة عدم اليقين التي تسببها النشرات الجوية المتضاربة فهنالك مرضى في بعض المنازل بحاجة لزيارة دورية للمستشفيات وهنالك مزارعون ومربو ماشية في الصحارى والبوادي فاي عبث بالنشرات الحوية يعني توترهم واثارة القلق لديهم .
وعليه يجب وضع ضوابط ومعايير واضحة لعمل الراصدين الجويين، ومنح التراخيص فقط للمؤهلين والمتخصصين وإلحاق الهواة بدورات تقدمها دائرة الأرصاد الجوية وإنشاء منصة موحدة للمعلومات الجوية، تكون مرجعاً موثوقاً به للمواطنين، وتعتمد على بيانات دقيقة وموثوقة وتوعية المواطنين بأهمية عدم الانسياق وراء النشرات الجوية غير الرسمية، والاعتماد فقط على المصادر الموثوقة.
والاهم هو دور الإعلام الخاص بحيث يتوخى الحذر في نقل النشرات الجوية، والتحقق من مصداقيتها قبل نشرها، وعدم تضخيمها أو تهويلها.
إن فوضى النشرات الجوية في الأردن تتسبب في أضرار كبيرة على مختلف المستويات. يجب على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات عاجلة لوضع حد لهذه الظاهرة، وتنظيم عمل الراصدين الجويين، وتوحيد مصادر المعلومات، وتوعية المواطنين.
















