+
أأ
-

تأجيل زيارة القائم بأعمال وزير الخارجية السوري إلى بغداد: بين الضغوط الأمنية والتأثير الإيراني

{title}
بلكي الإخباري





خاص - بعد ساعات من الإعلان عن نية القائم اعوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إجراء زيارة إلى العاصمة العراقية بغداد، يوم السبت، أعلنت الجهتان السورية والعراقية عن تأجيلها إلى وقت آخر. وجاء هذا التأجيل المفاجئ بعد هجوم إعلامي حاد شنه حلفاء إيران في العراق على السلطات في دمشق، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار.





وأكد مراقبون أن تأجيل زيارة الشيباني إلى بغداد يعود إلى سببين رئيسيين:






الأسباب الأمنية: أشارت تقارير إلى أن الخارجية السورية طلبت ضمانات على سلامة الوزير الشيباني، مما يشير إلى وجود مخاوف أمنية تحول دون إتمام الزيارة.



التأثير الإيراني: يرى مراقبون أن لإيران تأثيرًا كبيرًا على القرار السياسي في العراق، وأن طهران لا تزال ترفض أي تقارب بين بغداد ودمشق، خاصة بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
الحملة الإعلامية والضغوط السياسية
بعد الدعوة الرسمية التي وجهها العراق إلى وزير الخارجية السوري، شنت وسائل إعلام وشخصيات قريبة من إيران حملة ضد هذه الزيارة، وصلت إلى حد إطلاق تهديدات ضد الشيباني. وكشفت مصادر عراقية خاصة أن حلفاء إيران في العراق يرفضون الانفتاح على سوريا في ظل حكم الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وأن هذا القرار لا يحظى بتأييد رئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني.
وقبل يوم من إلغاء الزيارة، هاجم نوري المالكي، رئيس ائتلاف دولة القانون، الرئيس السوري أحمد الشرع، معتبراً أن دعوته لحضور القمة العربية في بغداد جاءت بضغط خارجي. وأكدت مصادر أن تصريحات المالكي المتكررة تجاه سوريا، واتهامه للنظام الحاكم في دمشق بالإرهاب، تسببت بامتعاض رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقال المحلل السياسي العراقي، أمير الدعمي، إن "التأثير الإيراني على القرار السياسي العراقي لا يزال نافذاً"، مؤكداً أن "إنفاذ القرار الحكومي على أساس المصلحة الوطنية للعراق بعيد جداً، وذلك بسبب ضعف الأداء". ورأى الدعمي أن "تأثير اللوبي الإيراني داخل الطبقة السياسية العراقية واضح جداً".
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري، مصطفى النعيمي، إن "تأجيل زيارة أسعد الشيباني إلى بغداد اعتمد على ركيزة رئيسية وهي التهديد الأمني الذي كان عنواناً لوسائل الإعلام العراقية ذات المرجعية الولائية (موالية لإيران)". وأضاف: "دمشق حذرة جداً من الدول التي كان لها دور في تفتيت المجتمع السوري وما نجم عنه من تداعيات مشاركتها في الحرب على السوريين".

يبدو أن قرار تأجيل زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد يعكس صراعاً بين تيارات سياسية عراقية، وضغوطاً إيرانية، ومخاوف أمنية. ولا يزال مستقبل العلاقات بين البلدين معلقاً على تطورات الأوضاع في العراق وسوريا، وقدرة الحكومة العراقية على اتخاذ قرارات مستقلة بعيداً عن التأثيرات الخارجية.