+
أأ
-

نيفين عبدالهادي تكتب: إسرائيل لم ولن تكتفي بغزة

{title}
بلكي الإخباري

ما يحدث في الضفة الغربية منذ أكثر من شهر لا يقل خطورة بالمطلق عما شهده قطاع غزة على مدى 15 شهرا، ففيما التفت بوصلة الاهتمام العربي والدولي بجهة غزة وتهجير مواطنيها، فإن الاحتلال يمارس ذات الحرب وذات المنهج على الأهل في الضفة الغربية المحتلة، حيث استهدفت آلة الحرب الإسرائيلية المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وهجّرت سكانها، ودمرت أجزاء كبيرة منها بالكامل.في وقت ليس ببعيد، استهدفت آلات الحرب الإسرائيلية مخيم جنين بشكل خطير جدا وواسع دمّرت خلاله أحياء كاملة، واستشهد عشرات الفلسطينيين، وغيّرت شكل المخيم على هيئة أنقاض منازل وبقايا شوارع، وبطبيعة الحال أدى ذلك لتهجير آلاف الفلسطينيين من المخيم للمدن المجاورة، كما استهدف الاحتلال مخيمات في طولكرم، كمخيم نور شمس، وغيرها من المخيمات ليتسبب وفقا لما ينشر من أنباء بتهجير (50) ألف فلسطيني من المخيمات، علما بأن المخيمات الأربعة التي شهدت هذا التهجير يصل عدد سكانها قرابة الى (76) الف لاجئ فلسطيني، ما يؤشر لواقع خطير يقوم به الاحتلال الإسرائيلي لا يقل خطورة عما حدث في قطاع غزة، وربما أخطر كونه يقوم بذلك في عتمة ما تزال تفرض نفسها نتيجة مجازره في غزة!!!.مخيم جنين أصبح فارغا، وما يزال العدوان الإسرائيلي مستمرا، على الضفة الغربية مدنها ومخيماتها، فيما تمكن من إدارة بوصلة الاهتمام لجهة غزة، وفي ذلك خطورة أكثر من تلك التي عاشها قطاع غزة، فقد تمكن الاحتلال من إقناع العالم أن حربه في غزة، في حين تسللت مجازره وحربه لمدن الضفة الغربية ومخيماتها، بذات الجرائم وذات الخطورة، وبتنا نشهد يوميا استهدافا للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وزيادة بعدد الشهداء، والأخطر التهجير من المخيمات تحديدا ولذلك دلالات خطيرة أبعد بكثير من هدم المخيمات وإلغاء وجودها «العمراني» عن الحضور الفلسطيني، فما تسعى له إسرائيل إذابة ملف اللاجئين، وإلغاء حضور اللاجئين وحق العودة والتعويض، إسرائيل تذهب لما هو أبعد من تدمير المخيمات، واعتقال وقتل وتهجير مواطنيها، تذهب لواقع خطير يجب التنبه له قبل فوات الأوان.لم تبتعد الضفة الغربية عن الأجندة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ففي كل لقاءات جلالته ومباحثاته يحذر من خطورة الاعتداءات التي تشهدها الضفة الغربية، فيوم أمس حيث التقى جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية، رؤساء اللجان الدائمة بمجلس النواب، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، تم خلال اللقاء «بحث عدد من القضايا المرتبطة بالشأن المحلي، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية، خصوصا الأوضاع الخطيرة في غزة، والتصعيد في الضفة الغربية»، ليجدد جلالته الحديث عن التصعيد في الضفة الغربية، وهي رسالة هامة يجب التنبه لها عالميا، وبطبيعة الحال هذا الأمر من الثوابت الأردنية التي لم تغب يوما عن أجندة جلالة الملك.ولم تقف إسرائيل عند هذا الحد من الجرائم الخطيرة، فهي تملك أيضا مخططا غير آمن لاستهداف المصلين في القدس الشريف خلال شهر رمضان، وفرض قيود عليهم، حيث تحدثت أنباء أن أجهزة الأمن الاسرائيلية رفعت توصية للمستوى السياسي بفرض قيود مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك بمدينة القدس المحتلة، وأوصت بتحديد عدد المصلين ببضعة آلاف فقط والسماح لحوالي 10 آلاف فقط بأداء صلاة الجمعة فيه خلال الشهر الفضيل.وفي ذلك خطر جديد تلوّح به إسرائيل يستهدف القدس، ويجعل من الأخذ بتحذيرات جلالة الملك التي لم تتوقف يوما المتعلقة بالقدس ومنع إسرائيل من انتهاك قدسية الشعائر الدينية للمصلين بالأقصى، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية أمرا هاما، ذلك إن إسرائيل ماضية في جرائمها إلى ما هو أخطر