+
أأ
-

أ.د صلحي الشحاتيت : الاعتمادات والتصنيفات الأكاديمية… بين الحقيقة والترويج

{title}
بلكي الإخباري





في مشهد التعليم العالي، تحولت التصنيفات والاعتمادات العالمية إلى أوسمة تتفاخر بها الجامعات، لكن الواقع يكشف عن فجوة واسعة بين الشعارات المعلنة ومستوى الأداء الفعلي. فكثير من المؤسسات تكتفي بالأرقام والإحصائيات لتجميل صورتها، دون أن تنعكس هذه التصنيفات على جودة التعليم أو البحث العلمي أو كفاءة الخريجين.





أحد أبرز التحديات هو التوسع غير المدروس في القبولات، حيث تستقبل بعض الجامعات أعدادًا تفوق طاقتها الاستيعابية، مما يرهق بنيتها التحتية المتقادمة أصلًا بفعل الإهمال وسوء التخطيط. ومع تزايد الأعداد، تتراجع جودة التدريس، وتضعف مخرجات التعليم، فيتحول الطالب من باحث عن المعرفة إلى رقم إضافي في قوائم المسجلين. هذا الواقع يستدعي حلولًا جذرية، لا مجرد إجراءات تجميلية تهدف إلى تحسين الصورة دون معالجة الأسباب الحقيقية للتراجع.





على الجانب الآخر، هناك جامعات عالمية تُثبت أن التصنيفات ليست مجرد أرقام، بل انعكاس لمنظومة تعليمية متماسكة تنتج قادة ومبدعين ومفكرين يساهمون في رسم ملامح المستقبل. هارفارد، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أكسفورد، وكامبريدج ليست مجرد أسماء تتصدر التصنيفات، بل مؤسسات تُجسد معايير التميز من خلال برامج أكاديمية قوية، واستثمار حقيقي في البحث العلمي، وربط التعليم بسوق العمل والابتكار. مخرجات هذه الجامعات، كماً ونوعًا، هي الشاهد الحقيقي على جودتها، إذ نرى خريجيها في مراكز التأثير حول العالم، يقودون الابتكار والتغيير.





إن الإصلاح الحقيقي للجامعات لا يتحقق بالتصنيفات وحدها، بل يبدأ من إعادة النظر في السياسات التعليمية، والاستثمار في البنية التحتية، وتعزيز بيئة البحث والابتكار. فلا فائدة من ألقاب أكاديمية ما لم تكن مدعومة بجودة حقيقية تصنع فارقًا حقيقيًا في المجتمع والعالم.





الأستاذ الدكتور صلحي الشحاتيت