+
أأ
-

كنان مبيضين يكتب : مازن الفراية... من الغرفة الكبيرة

{title}
بلكي الإخباري

في الوقت الذي تمر فيه المنطقة باضطرابات متسارعة وتحديات اجتماعية واقتصادية متراكمة، يبقى الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي في الأردن أولوية وطنية قصوى. ومن بين الشخصيات التي تصدّرت هذا المشهد بحزم ومسؤولية، يبرز اسم وزير الداخلية مازن الفراية، الذي نجح في إثبات أنه ليس فقط رجل أمن، بل رجل دولة يحمل رؤية إصلاحية واضحة وروحًا إنسانية حاضرة.قد لمع اسم مازن الفراية للمرة الأولى في أذهان الأردنيين من "الغرفة الكبيرة"، حين أدار أزمة جائحة كورونا بمهنية وهدوء وشفافية لافتة، جعلت منه وجهًا مألوفًا محبوبًا على شاشات التلفاز. فقد كان صادقًا في كلمته، واضحًا في قراراته، لا يبحث عن شعبوية بل عن مصلحة الوطن والمواطن. منذ ذلك الوقت، بدأ الأردنيون ينظرون إليه كرجل صادق أمين، يتمتع بسمعة طيبة، ويمثّل النموذج الذي يُحتذى به في العمل العام.الوزير الفراية لم يكن يومًا بعيدًا عن نبض الشارع الأردني، بل سعى جاهدًا لتعزيز الاستقرار مع احترام سيادة القانون، حتى وإن تعرّض لانتقادات شعبية في بعض المواقف، لا سيما فيما يخص بعض الاعتقالات التي جاءت في سياق تجاوزات للقانون أو تهديد للنظام العام. فالحزم ليس عيبًا، بل ضرورة وطنية عندما يكون البديل هو الفوضى.كما أن الوزير لم يطرح دعواته بتوجيه الشباب نحو القطاع الخاص من فراغ، بل من واقع ملموس وقراءة دقيقة للواقع الاقتصادي الأردني. فعدد موظفي القطاع العام في الأردن يبلغ حوالي 210 آلاف موظف، في حين يقدّر عدد العاملين في القطاع الخاص بنحو 2.2 مليون عامل وعاملة، مما يعكس الدور المحوري للقطاع الخاص في تشغيل الأيدي العاملة . لذا، فإن دعوته للشباب للانخراط في القطاع الخاص ليست فقط واقعية، بل ضرورية.ولأن الشفافية تبدأ من الميدان، عُرف عن الوزير الفراية حضوره المباشر في لقاءات الشباب واستماعه لهم. شخصيًا، قابلت قبل عام وزير الشباب بصفتي ممثلًا عن منظمة "آيسك" الدولية، أكبر منظمة شبابية في العالم، ولم أُقابل بربع الاهتمام الذي وجدته لاحقًا من وزير الداخلية مازن الفراية. كان اللقاء مع معاليه مليئًا بالدعم والتفهّم والرغبة الحقيقية في تمكين الشباب، لا كأداة، بل كشركاء حقيقيين في بناء الأردن الحديث.إلى جانب ذلك، لا يمكن تجاهل مبادرات الوزير الجريئة مثل إلغاء "الجلوة العشائرية"، وهي ممارسة كانت تُثقل كاهل المجتمع وتؤسس لمفاهيم تتعارض مع مبدأ سيادة القانون. كما عمل على تعزيز دور المحافظين في المحافظات، ومنحهم صلاحيات أكثر فعالية لخدمة مجتمعاتهم. وكان سبّاقًا أيضًا في زيارة الفئات الأقل حظًا والأقليات المجتمعية، والاستماع المباشر لهم، وهو ما يعكس نهجًا إنسانيًا شاملًا يعزّز شعور المواطن بالكرامة والانتماء.مازن الفراية ليس وزيرًا تقليديًا، بل نموذج لرجل الدولة الذي نحتاجه اليوم: صادق، مباشر، حازم عند الضرورة، وإنساني حين يتطلب الأمر.في زمن تعلو فيه الأصوات المتشنّجة، نحن بحاجة لمن يصغي، ومن يبني، ومن يتحمّل النقد من أجل المصلحة العامة.