فيجا ابو شربي. تكتب: وطن عزيز كأهله .... لن تنكسر رايته

الأردن وُلِدَ في النار، ولم ولن يحترق
“الوطن ليس جغرافيا فقط، بل هو ذاكرة وتاريخ ودماء طاهرة سُفكت لتبنيه. وهوبة لا تُفرّط، وكرامة لا تُساوم.”
الأردن، هذا الوطن الذي نشأ وسط التحديات، وُلد في قلب النار، في منطقة كانت وما زالت تموج بالتقلبات، وتحت ضغط الحروب والتدخلات والمؤامرات. ومنذ اللحظة الأولى لولادته، لم يُمنح ترف الاستقرار، بل صُنع استقراره بإرادة قوية، بقيادة حكيمة، وبتضحيات لا تُحصى من أبنائه الذين عرفوا أن الوطن لا يُهدى، بل يُحمى.
واليوم، كما في كل مرة، تثبت الدولة الأردنية أن أمنها ليس شعاراً مؤقتاً، بل أساسٌ لبقائها ونهضتها. فقد تمكّنت أجهزتنا الأمنية من إحباط مخطط بالغ الخطورة، والقبض على خلية كانت تهدف إلى تصنيع السلاح داخل الأردن، وترسيخ وجوده خارج إطار الدولة، في محاولة خبيثة لتأسيس بنية مسلّحة موازية، خارجة عن سلطة القانون.
هذه الخلية لم تكن مجرد مجموعة مارقة، بل مشروعاً متكاملاً لتقويض سيادة الدولة، وبث الرعب، وفتح الباب أمام الفوضى المسلحة التي قضت على أوطان من حولنا. كانوا يريدون إدخال الأردن في نفقٍ مظلم، ليصبح وطناً تحكمه البنادق لا القوانين، والولاءات الضيقة لا الهوية الوطنية الجامعة.
لكنهم نسوا، أو تناسوا، أن الأردن دولة مؤسسات، وأن أجهزته الأمنية لا تنام، وأن المواطن الأردني أصبح يعي جيداً حجم التحديات التي تحيط بوطنه، ويقف سداً منيعاً أمام كل محاولات الاختراق والعبث.
لقد جاءت هذه العملية لتذكر الجميع أن السلاح في الأردن لا يكون إلا بيد الدولة، وتحت راية الشرعية، وبخدمة الأمن الوطني العام، لا في مخازن الظلام، ولا بأيدي المرتزقة والمأجورين. فالأردن لم ولن يكون حاضنة للسلاح غير الشرعي، ولا بيئة حاضنة للمشاريع التخريبية.
إن ما جرى لا يجب أن يُنظر إليه كمجرد إنجاز أمني، بل كرسالة رادعة لكل من يخطط أو يُفكر في استهداف أمن هذا الوطن. فالدولة الأردنية لن تتسامح مع من يحاول المساس بسيادتها، ولن تغض الطرف عن أي محاولة لنقلها من مربع الدولة إلى مربعات اللادولة.
نقولها اليوم بثقة راسخة:
الأردن وُلِدَ في النار… لكنه لم يحترق، ولن يحترق.
لأن ناره ليست دماراً، بل تطهير.
ولأن رجاله لا ينامون، بل يحمون.
ولأن هذا الوطن صلبٌ كجباله، عزيزٌ كأهله، لا تنكسر رايته، ولا تتنازل دولته.
تحية إلى القادة، والعيون الساهرة، والقلوب التي تنبض بالأردن.
تحية إلى كل أردني رفض أن يكون الوطن سلعة تُباع، أو مسرحًا يُلعب فيه.
فليعلم كل من تسوّل له نفسه… أن هذا الوطن له رب يحميه، وجنود يسهرون عليه، وشعب لا يعرف الانحناء.