+
أأ
-

*م.مجدي القبالين. يكتب : نظرية تبرير الخيانة بالنوايا!

{title}
بلكي الإخباري

 

من الواضح ان التبريرات التي قدمها الإخوان المسلمون وجبهة العمل الإسلامي لم تكن بأي حال من الأحوال دفاعًا قانونيًا مؤطرًا، حتى من أولئك المحسوبين على القانون في صفوفهم . بل كانت تبريرات هشة، قائمة على دغدغة العواطف وتوظيف النوايا كمظلة للهروب من مواجهة الحقيقة. فهم اختاروا أن يدافعوا عن المتهمين ليس من منطلق الأدلة أو النصوص القانونية، بل من خلال تبرئة نياتهم، وكأن النوايا أصبحت حجة تسقط بها سيادة القانون !!

فحين زعموا أن ما قام به المتهمون هو دعم للمقاومة، فهم لم يقدموا مرافعة، بل قدموا إدانة لأنفسهم وتخوينًا صريحًا لموقف الدولة الأردنية الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية. لقد أرادوا قلب المعادلة، فصوّروا الدولة كأنها في موقع المتخاذل المعادي لفلسطين، في مقابل مجموعات تعمل خارج إطارها، ليظهروا وكأن الولاء لفلسطين لا يتحقق إلا بالتمرد على الأردن ذاته. 

هم ببساطة قاموا بتصوير مجموعة شباب اخذو قرار العمل المسلح خارج اطار الدولة كداعمين للمقاومة على حساب الدولة الاردنية بأسرها !

في هذا السياق، تبلغ الخيانة السياسية ذروتها حين يتجرأ حزب سياسي مرخّص يشارك في البرلمان ويتمتع بشرعية دستورية على تبرير تشكيل وحدات مسلحة من قبل شباب ينتمون إليه ويعملون خارج المؤسسة العسكرية للدولة، وكأن ذلك أمر عادي أو يمكن إدراجه تحت عنوان دعم المقاومة.

بيان الحزب وتصريحات نوابه لم تكن مجرد اختلاف في التقدير أو اجتهاد في النوايا، بل كانت وبكل وضوح اعترافًا شاملًا وكاملًا بجريمة سياسية وأمنية مكتملة الأركان. فما ورد على لسانهم لا يرقى إلى رأي سياسي بل يهبط إلى مستوى التحريض على الفوضى، وتقويض النظام، والطعن بمؤسسات الدولة.

إنها ليست معركة نوايا، إنها محاولة انقلاب على الشرعية الوطنية تحت غطاء شعارات مستهلكة كررها الاخوان المسلمين مئات المرات.