+
أأ
-

أ.د صلحي الشحاتيت : الأردن.. قصة وطن لا تعرف الانكسار

{title}
بلكي الإخباري

 

الأردن ليس مجرد حدود مرسومة على الخارطة، ولا مجرد اسم في قائمة الدول، بل هو قصة وطن نُسجت تفاصيلها بعرق الأجداد ودماء الشهداء، وصبر الأحياء الذين لم يفقدوا الإيمان بترابه رغم ما واجهوا من ضيق وتحديات.

منذ لحظة التأسيس، مرّ الأردن بمحطات عصيبة، وظروف دقيقة، لم تكن سهلة على دولة وليدة تحيط بها النكبات من كل صوب، لكن المدهش أن هذا الوطن ظل شامخًا، متماسكًا، بفضل سرّ فريد حفظ له توازنه في خضم العواصف: علاقة استثنائية بين الشعب وقيادته الهاشمية، علاقة متجذّرة في الثقة، والانتماء، والمصير المشترك.

في أحلك الظروف، لم ينكسر هذا الرابط، ولم يتزعزع الانتماء. نعم، اختلفنا كثيرًا في تقييم السياسات الحكومية، وانتقدنا الأداء، وتحفظنا على قرارات أوصلتنا إلى ما نحن عليه من ضيق اقتصادي، وارتفاع نسب البطالة، وتراجع الخدمات في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والنقل. ولكن كل ذلك لم يُفقدنا بوصلتنا، ولم يُغيّر من معادلتنا الوطنية الراسخة: نحن أردنيون في ولائنا، وفي حبنا لهذا الوطن، وفي التزامنا بقيادتنا.

ما يثير القلق في بعض المشاهد اليوم هو حالة المزايدة التي تظهر بين حين وآخر، حين يُحاول البعض مصادرة حق الآخرين في التعبير، أو توزيع صكوك الولاء والخيانة بحسب مزاجهم أو موقعهم. هذه ليست من شيم الأردنيين، الذين عرفوا على مرّ التاريخ أنهم يختلفون برقي، ويتفقون عند الثوابت.

الثقة راسخة بأجهزتنا الأمنية التي أثبتت حكمتها واحترافيتها، وبقضائنا العادل الذي ظل صمام الأمان في كل منعطف. والأردني بطبعه لا يطلب أكثر من العدل، والكرامة، والمشاركة الحقيقية في بناء وطنه، لا وصاية عليه، ولا توجيه لبوصلته الوطنية.

يبقى الأردن قصة استثنائية في محيط مضطرب، وصوتًا عاقلًا في زمن الصخب، ووطنًا يستحق منا جميعًا أن نختلف في الرأي، لكن لا نختلف عليه. يستحق أن نصونه، وأن نكون حراسه بالوعي لا بالشعارات، وبالعمل لا بالكلام.

حمى الله الأردن، وأدام أمنه واستقراره، وأبقى قيادته الهاشمية رمزًا للوحدة والشرعية والكرامة.

أ. د. صلحي الشحاتيت *أستاذ الكيمياء، جامعة مؤتة

*رئيس سابق لجامعة العقبة للتكنولوجيا