+
أأ
-

في تطور خطير تابعته "بلكي نيوز": غارات إسرائيلية مكثفة تستهدف عدة محافظات سورية تحت ذريعة "الرد على اعتداءات على الدروز"

{title}
بلكي الإخباري


عمان/دمشق (بلكي نيوز) - في تصعيد خطير تابعته "بلكي نيوز" عن كثب، ينذر بتأجيج الصراع الإقليمي وتعقيد خطوطه الطائفية، نفذت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت عدة محافظات سورية فجر اليوم السبت، طالت العاصمة دمشق ومحافظات درعا وحمص وحماة ومناطق أخرى لم يتم تحديدها على الفور.
 

وقد أفاد مراسلو "بلكي نيوز" في المنطقة، بالإضافة إلى مصادر محلية وشهود عيان، بسماع دوي انفجارات عنيفة هزت المدن المستهدفة، أعقبها تصاعد لألسنة اللهب وأعمدة الدخان في عدة مواقع. ولم تتضح على الفور حصيلة الضحايا أو حجم الأضرار الناجمة عن هذه الغارات، إلا أن تقارير أولية تشير إلى وقوع إصابات وتدمير في بعض المنشآت.
 

من جهتها، أصدرت تل أبيب بيانًا رسميًا بعد ساعات من وقوع الغارات، وصفت فيه العملية العسكرية بأنها "رد مشروع" على ما زعمته من "اعتداءات استهدفت أبناء الطائفة الدرزية في سوريا". ولم يقدم البيان الإسرائيلي تفاصيل محددة حول طبيعة هذه الاعتداءات أو الجهة المسؤولة عنها، مكتفيًا بالتأكيد على "حق إسرائيل في الدفاع عن أمن مواطنيها وحماية الأقليات التي تربطها بها علاقات خاصة".
 

وقد أثار هذا التبرير الإسرائيلي ردود فعل غاضبة ومستنكرة في سوريا. فقد أدانت الحكومة السورية بشدة هذه الغارات، واعتبرتها "عدوانًا سافرًا وانتهاكًا صارخًا للسيادة السورية والقانون الدولي". كما اتهمت دمشق إسرائيل بمحاولة "تأجيج الفتنة الطائفية" واستغلال الأوضاع الداخلية المعقدة في سوريا لتبرير تدخلاتها العسكرية المتكررة.
 

من جانبه، أعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء هذا التصعيد، مشيرًا إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة هي الأوسع نطاقًا منذ أشهر، وتستهدف مناطق ذات تواجد عسكري ومدني على حد سواء. ودعا المرصد المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الهجمات وحماية المدنيين.
 

ويأتي هذا التطور في ظل توترات إقليمية متزايدة وتعقيدات متداخلة في المشهد السوري، حيث تتصارع قوى إقليمية ودولية متعددة ولها مصالح متضاربة. ويخشى مراقبون تابعتهم "بلكي نيوز" من أن يؤدي هذا التصعيد الأخير إلى مزيد من عدم الاستقرار وتوسيع دائرة العنف في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الطائفة الدرزية في سوريا لها تاريخ طويل ومعقد من العلاقات مع إسرائيل، حيث يعيش عدد كبير من الدروز في الجولان السوري المحتل. 

وقد اتخذت إسرائيل في السابق مواقف داعمة لحقوق الدروز في سوريا في مواجهة التحديات التي يواجهونها خلال سنوات الصراع.
 

إلا أن ربط الغارات الأخيرة بـ "الاعتداءات على الدروز" يثير تساؤلات لدى المحللين الذين استطلعت "بلكي نيوز" آراءهم حول طبيعة هذه الاعتداءات ومدى ارتباطها بالجهات التي استهدفتها إسرائيل. كما يخشى البعض من أن تستغل إسرائيل هذه الذريعة لتنفيذ أجندتها الخاصة في سوريا وتوسيع نفوذها في المنطقة.
 

في انتظار مزيد من التفاصيل حول الخسائر والأهداف المحددة للغارات، يبقى هذا التطور الأخير مؤشرًا خطيرًا على مسار الصراع في سوريا وتأثيراته الإقليمية المتزايدة، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لتهدئة الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة إلى مزيد من العنف والفوضى، وهو ما ستتابعه "بلكي نيوز" عن كثب في تغطياتها القادمة.